أعلن المجمّع الجزائري للغة العربية عن إطلاق نسخته الجديدة من الجوائز الوطنية لسنة 2025، في مبادرة تهدف إلى تشجيع التأليف والإبداع والبحث العلمي في مختلف مجالات اللغة والآداب والعلوم والتكنولوجيا، وذلك من خلال فتح باب الترشح أمام الباحثين والمبدعين الجزائريين الراغبين في نيل إحدى الجوائز المخصصة لهذا العام، على أن تُودَع الملفات قبل تاريخ 31 أكتوبر 2025.
وحرص المجمّع، في هذا الإعلان، على تنويع ميادين الجوائز بما يعكس رؤية شمولية لدور اللغة العربية في الحقل المعرفي والثقافي المعاصر، حيث تشمل الجائزة الأولى التأليف في علوم اللغة العربية، وتُمنح لإنجاز كتاب في مجال الدراسات اللغوية. أما الجائزة الثانية فخُصّصت لتحقيق المخطوطات وإحياء التراث، ويشترط فيها تقديم تحقيق علمي لمخطوط يعود إلى أحد أعلام الجزائر ويُقدَّم مصحوبا بدراسة تبرز قيمته العلمية والسياقية. وفي بعد علمي وتطبيقي، أعلن المجمّع عن جائزة مخصصة للعلوم والتكنولوجيات، تمنح لمؤلف أو ترجمة في العلوم التطبيقية، أو مشروع برمجي يسهم في دعم اللغة العربية ودمجها في البيئة الرقمية والتكنولوجية المعاصرة. كما لم يغفل المجمع عن تشجيع الإبداع الأدبي، من خلال جائزة تمنح لرواية غير منشورة تتوفر فيها عناصر الفن الروائي وتكتب بلغة عربية سليمة.
تبلغ قيمة كل جائزة خمسمائة ألف دينار جزائري، إلى جانب شهادة تقديرية ودرع رسمي من المجمع، مع التزام المؤسسة بنشر الأعمال الفائزة على نفقتها الخاصة، سواء في صيغة ورقية أو إلكترونية، لتؤول حقوق النشر إليها لاحقا. ويتم تسليم الجوائز ضمن الحفل السنوي الذي ينظمه المجمع، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والأكاديمية.
ويخضع تقييم الأعمال المرشحة لتحكيم علمي صارم، تشرف عليه لجنة متخصّصة يُعيّنها رئيس المجمع من بين أعضاء مجلسه، مع إمكانية الاستعانة بخبراء خارجيين عند الضرورة. وتتم عملية التحكيم في سرية تامة، وفق معايير محددة تضمن الموضوعية والدقة، ويُعتبر قرار اللجنة نهائيًا وغير قابل للطعن. وفي حال عدم توفر عمل يستوفي الشروط العلمية والفنية المطلوبة، يمكن للجنة أن تحجب الجائزة.
كما يُشترط أن يُتّخذ القرار النهائي بشأن الفائزين بالإجماع أو بأغلبية الأصوات، مع ترجيح صوت رئيس اللجنة في حال تساوي عدد الأصوات، وتتولى اللجنة إعداد محضر مفصل بمداولاتها، يرفع إلى رئيس المجمع ويصادق عليه لاحقًا من قِبل المجلس.
ويشترط في المترشحين أن يكونوا جزائريّي الجنسية، يبلغون من العمر عشرين سنة على الأقل، مع الإشارة إلى قبول الأعمال الفردية والمشتركة، شرط ألا يشارك المترشح إلا بعمل واحد وفي مجال واحد. كما لا يُسمح لأعضاء المجمع أو منتسبيه بالمشاركة في هذه الجوائز، حفاظا على مبدأ الاستقلالية والنزاهة.
أما الأعمال المرشحة، فيُشترط فيها أن تكون محرّرة باللغة العربية، وأن تخلو من الأخطاء العلمية واللغوية والنحوية، وألا تكون منشورة سابقا أو مقتبسة من أعمال أكاديمية، أو سبق لصاحبها المشاركة بها في مسابقات أخرى. وفي حال كانت المشاركة عبارة عن ترجمة، يجب إرفاق نسخة من النص الأصلي وإثبات قانوني يبيح الترجمة.
ويتضمّن ملف الترشح طلبا يوضح مجال المشاركة والبيانات الشخصية، وصورة عن بطاقة الهوية، وسيرة علمية مختصرة، إلى جانب نسخة ورقية من العمل مطبوعة بخط Traditional Arabic بحجم 14 للنص و12 للحواشي، ونسخة إلكترونية من العمل بصيغة PDF، على أن تكون مغفلة من اسم المترشح وبياناته. كما يرفق الملف بتصريح شرفي مصادق عليه، يؤكد أصالة العمل وعدم مشاركته في مسابقات سابقة.
وتُودع الملفات إما مباشرة لدى أمانة رئيس المجمع الكائن مقرها بشارع العقيد امحمد بوقرة رقم 6 بالأبيار، الجزائر، أو ترسل بالبريد المضمون إلى نفس العنوان أو إلى صندوق بريد 402 بالأبيار. ولأي استفسار إضافي، وضع تحت تصرف المشاركين رقم الهاتف 023487249، إضافة إلى البريد الإلكتروني:
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
.
وتمثّل هذه الجوائز محطة مهمة في المشهد الثقافي الجزائري، ليس فقط لأنها تكرّس ثقافة التقدير والتحفيز، بل لأنها تسهم في ترسيخ مكانة اللغة العربية، وتجدّد حضورها في ميادين الفكر والإبداع، وتفتح المجال أمام الكفاءات الوطنية للمساهمة في صياغة مشروع ثقافي ولغوي يليق بتحديات العصر.
