«الشعب» تنقل آراء مثقفين حول تعيينه محافظا لمهرجان الفيلم العربي بوهران

إبراهيم صديقي موهبة إبداعية وخبرة إعلامية لتحريك المشهد السنيمائي

الطبعة ستخرج من الارتجالية والاستعراض الكرنفالي إلى الاحترافية
اختارت وزيرة الثقافة الدكتورة نادية لعبيدي تعيين الأديب والإعلامي إبراهيم صديقي على رأس مهرجان وهران للفيلم العربي، في طبعته الثامنة بعدما تم تأجيل نسخته السابقة، إثر انسحاب المدير الفني مؤنس خمار واستبعاد محافظة المهرجان للموسمين الفارطين ربيعة موساوي، مديرة الثقافة.
وحول هذا التعيين حاولت «الشعب» التقرّب من بعض الفئات الثقافية التي يشهد لها الحضور من كتاب وسنمائيين وممثلين، ولمعرفة أفضل حول هذا الموضوع الذي اتفقت عليه جلّ الآراء.
جمعها: نورالدين لعراجيالدكتور والروائي فيصل الأحمر:
«السينما واجهة ثقافية وحضارية تُذكر بماضي الجزائر الزاهر»

أعرب الدكتور فيصل الأحمر عن سعادته بتعيين الشاعر إبراهيم صديقي بكثير من الفرح من باب تحقيق أمنية ثقافية قديمة تتمثل في تسجيل حضور المثقف في دوائر المسؤولية الإدارية، لكون هذا الحضور كفيلا بضخ ماء جديد في هذا النوع من المهرجانات، وكذلك لكون عين المثقف ( وخصوصا الكاتب من جملة المثقفين) تحمل بالضرورة قيمة مضافة للشبكة الإدارية وللممارسة الثقافية... مضيفا حسبه بأنه يملك  في ميدان الشاشة والإعلام والتسيير الثقافي خبرة كفيلة تجعله يحمل إضافة من خلال هذا التنصيب وهذا المنصب.
وحسبه اعتبر وبأسف كبير مشاكل التنظيم التي أغرقت مهرجان وهران، بعدما كان قطع أشواطا هامة في استقطاب أسماء وإمضاءات متميزة على الخريطة السينمائية العالمية، متمنيا للشاعر الأنيق إبراهيم صديقي كثيرا من الحكمة لتسيير المهرجان لا كتظاهرة فنية وثقافية فقط، ولا كحدث يضاف إلى مجموعة من نظائره في الجزائر وفي غيرها من الأقطار، بل كواجهة ثقافية وحضارية أيضا تُذكر بماضي الجزائر السينمائي العظيم... وهي الرؤية التي يبدو أن الطبعات الأخيرة قد أهملتها بعض الشيء.

الكاتب والناقد جمال غلاب: 
«صديقي أديب ذو موهبة إبداعية وخبرة»


 ذكر الناقد والكاتب جمال غلاب فحوى الخبر الذي انفردت به يومية «الشعب» والذي مفاده تعيين الأديب إبراهيم صديقي محافظا لمهرجان وهران للفيلم العربي، معتبرا حسب رأيه وبعيدا عن المجاملات أن الاختيار من لدن وزيرة الثقافة لا يجب قراءته شكلا ومضمونا في شخص الأديب صديقي وإنما يجب قراءته في مضمون الطبعة القادمة وفي المحور الذي تنطوي عليه ومن هنا حسبه دائما يمكنه تأسيس تقييمه وتقويمه، مضيفا، فبعد قراءتي لتفاصيل خبر التعيين فأول ما لفت انتباهي فيه أن محور مهرجان وهران للفيلم العربي والمتضمن مناقشة علاقة النص الروائي بالسينما، ومثل هذه المبادرة ستشكل إضافة لتثمين وإثراء النضج السينمائي الجزائري العربي لأن الطبعة في كلمة واحدة هذه المرة ستكون مختلفة تماما عن الطبعات السابقة وربما مثل هذا النقد ظل يلاحق مهرجان وهران للفيلم العربي في طبعاته السابقة بسبب انتهاجه للارتجالية والعشوائية واستعراضاته الكرنفالية.
معتبرا أنه من باب الإنصاف وبعيدا عن أية حساسية، فإن الاختيار في محله كون إبراهيم صديقي أديب يحوز موهبة إبداعية والكثير من الخبرات الإعلامية ـ المكتوبة والمسموعة والمرئية ـ إضافة الى ذلك فهو من الوجوه الثقافية التي لها معرفة دقيقة بالواقع الإبداعي والثقافي الجزائري والعربي، قائلا بأن الأكيد التصور الذي يحمله الأديب والإعلامي إبراهيم صديقي وفقا لما سلف ذكره  يتمثل في أن مهرجان وهران للفيلم العربي سوف يعرف التأسيس من جديد وكل تمنياتنا أن يكون موفقا في مهامه الجديدة.

 الدكتور والكاتب سعيد بن زرقة:    

.. « ممثل نموذجي لجزائر الحاضر و المستقبل»
اعتبر الدكتور بن زرقة بأن صديقي من الأسماء المهمة في المشهد الثقافي والاعلامى في الجزائر والوطن العربي، لما يمتلكه صاحب المجموعة الشعرية «ممرات»من خبرة كبيرة في صناعة الرأي والجمال، وذلك عبر مروره بجملة من المحطات والفضاءات، مثلا الإعلام، حيث شغل منصب صحفي ثم مديرا للأخبار في التلفزيون الجزائري، وكان عنصرا فعالا في اتحاد الكتاب الجزائريين،وتربطه علاقات مميزة بجميع المؤسسات الثقافية والفنية الوطنية والعربية. وقد أثبت حضوره في محافل عربية وأبهر الحضور بشاعريته العميقة، وبتنشيطه الفريد لأمسيات كبيرة. لقد كان فعلا عبر سيرته الغنية ممثلا نموذجيا لجزائر اليوم والمستقبل.
مضيفا بأن تعيين وزيرة الثقافة نادية لعبيدي للأديب و الاعلامي إبراهيم صديقي محافظا لمهرجان السينما لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة قراءة عميقة لفعالية الرجل في الميدان، و لما يحوزه من علاقات كبيرة تؤهله ليكون الرجل المناسب في الظرف المناسب، ولإيمانها العميق بأنه سيقدم إضافة جديدة ورؤية مغايرة للمهرجان، وسيوظف فيها حسّه الفني وبعده الاعلامي وخبرته الميدانية والواقعية.

الجامعي والإذاعي مفتاح بخوش:
«إدارة التسويق الإعلامي للمهرجان انعكاس جيد على المشهد الثقافي»


 ذكر الإعلامي والمهتم بالشأن الثقافي، مفتاح بخوش، أن تعيين إبراهيم صديقي» صراحة قد لا يستحق إذا كان يوجد من هو أفضل منه؛ خصوصا لغياب الصلة بينه وبين موضوع الفيلم هذا فضلا عن تكوينه الأدبي الشعري الخاص، بيد أنه يوجد ما يمكن أن يؤشر على سلامة الخيار من حيث الحضور معتبرا ذلك يعود إلى ثلاثة نقاط من بينها حسب رأيه أنه لأول مرة  نشهد في مجال التعيينات شخصية تنتمي إلى طبقة المثقفين سجلت حضورها العفوي بكثافة في المشهد الثقافي مذكرا بجزء من يومياته التي أكد فيها صديقي تواضعه كأي كائن بعيدا عن كل البروتوكولات، معتبرا أن الوافد إلى مهرجان الفيلم العربي يعرف بإحتكاكه الجيد مع الثقافة العربية، وله في هذا الميدان باب واسع من الدراية والخبرة، ما يؤشر حسب رأي مفتاح بخوش على فهم صديقي لمناحي السينما العربية، عكس ما كان سائدا إذ تؤطر الموضوع ذهنيات أقل ما يقال عنها أنها ذات تكوين غربي وحسبه أن الرجل من خلال خبرته في ميدان الإعلام بوصفه كمدير للأخبار بمؤسسة التلفزيون سابقا في مرحلة ما يوكل له هذا التعيين مهمتين كبيرتين أولها إدارة التسويق الإعلامي للمهرجان بالشكل الذي يمكنه أن يشمل انعكاسا جيدا في المشهد الثقافي الجزائري، خصوصا ونحن على أبواب قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
أما المهمة الأخرى، فتتعلق بتأكيد شخصيته الإدارية والثقافية تمهيدا للمرحلة القادمة التي تسعى فيها الهيئات الرسمية إلى خلق جيل من الإطارات الشابة وأخيرا أتمنى له النجاح في هذه المهمة.


بوزيد حرز الله شاعر ومحافظ إقامات الإبداع والشعر العربي:
«ستكــــــــون طبعتــــــه هـــــذا العــــــام بمـــــذاق الشعـــــر المصفــــــــى»
أشاد الشاعر بوزيد حرزا الله بهذا التعيين معتبرا حسب قوله بأن: «تعيين  الإعلامي والشاعر الجزائري الكبير إبراهيم صديقي محافظا لمهرجان الفيلم العربي فذلك من باب أن توكل الأمور إلى أصحابها، مضيفا أن إبراهيم صديقي مثقف ذكي وإعلامي متمرس وشاعر كبير وذواق يهتز إلى كل جميل، وفوق كل هذا فهو رجل نبيل كريم، أفلا يصنع الجمال من أوتي كل هذا البهاء؟؟. موضحا في سياق حديثه التعيينات التي قامت بها معالي وزيرة الثقافة الأخيرة بتعيين الشاعر رابح حمدي أمينا عاما لوزارة الثقافة، وبالروائي الشاعر عز الدين ميهوبي رئيس المجلس الأعلى للغة العربية سفيرا لقسنطينة عاصمة للثقافة العربية، موضحا أن الشاعر أينما حل يحل معه الحب والخير والجمال. هنيئا لوزارة الثقافة بتعيين الشاعر إبراهيم صديقي على رأس محافظة مهرجان الفيلم العربي الذي ستكون طبعته هذا العام بمذاق الشعر المصفى.


الفنان والمسرحي عبد الحق بن معروف:
ابراهيم يمتلك الكاريزما وماركتينغ هو عصارة التفاعلات مع الأجيال

اعتبر الفنان بن معروف أن تعيين الكاتب والشاعر إبراهيم صديقي من شأنه أن يضفي نوعا من الجديد على هذا المهرجان، المحافظ الشاب إبراهيم تجده في المسرح والسينما والأدب والصحافة والنقد إضافة إلى تسييره لمديرية الأخبار بالتلفزة الوطنية، مما سيمنح لمسة أكثر جمالية على هذه الطبعة، ناهيك عن تجربته واحتكاكه بالمشهد الثقافي على العموم، ويضيف الفنان عبد الحق: «أعتقد أنه رجل يملك لغة الحوار مع الآخر من خلال تجاوبه مع كل الفعاليات الثقافية والجمهور، صديقي يمتلك الكاريزما ولديه ماركتينغ جيد هو عصارة التفاعلات مع الأجيال، نتيجة غياب لغة التواصل مع الآخر. وبالتالي أظن أن المحافظ الجديد سيتمكن من إنجاح هذه التظاهرة بشكل جيد وبامتياز.

المخرج السينمائي والتلفزيوني محمد حازورلي:


«لا أخشى أن يقدم لنا مهرجانا ذكيا وبكل الملامح»


رحّب المخرج السينمائي وصاحب التجربة الرائدة في سلسلة «أعصاب وأوتار» محمد حازورلي بهذا التعيين الذي اختير على إثره الإعلامي إبراهيم صديقي محافظا، مذكرا بأنه ليس من الضروري أن يكون المحافظ سينمائيا أو مخرجا، وبالتالي أعتقد أن الاختيار صائب بحكم أنه شخصية أدبية وثقافية وله حضوره أيضا في المشهد الثقافي، موضحا أن ما نعيشه اليوم هو بعيد عن الاحترافية وبالتالي يجب أن نبحث عن كيفية تقديم مهرجان محترف بكل المقاييس العالمية، متسائلا لماذا لا نأتي بما لم يأت به الآخرون؟ ويضيف المخرج حازورلي بأن تقديم مهرجان سينمائي في الجزائر يجب أن يرتبط أيضا بطرق فنية وبذكاء يسبح في عمق السينما، متأسفا في الأخير بقوله، في مهرجاناتنا قد نجد كل شيء إلا السينما، ففي مهرجان مصر الأخير مثلا، بمناسبة مائة سنة من السينما تم عرض كل الافلام منذ تأسيس السينما إلى غاية اليوم وكان بشكل وإخراج رائع وباحترافية جيدة وبلمسة إبداعية، يشاهد الجمهور من خلالها كل العروض والأفلام ويكون الافتتاح والاختتام سيناريو جميل. لقد أدير المهرجان في السابق من طرف أسماء من الحقل السينمائي ولكن بقي المهرجان يدور في نفس الحلقة وبقيت الطبعات كلها تتشابه. مضيفا بأن: «الأهم من كل ذلك أن نقدم أفلامنا في هذه الطبعة ولا أن يصبح مهرجانا مروجا لإنتاج الآخرين، من خلاله خلق تقاليد التكريم كما يحدث في العالم لكبار السينمائيين.
مذكرا أن اختيار إبراهيم صديقي من طرف معالي وزيرة الثقافة من شأنه أن يمنح هذه الاضاءة باعتبارها من حقل السينما، ولها بصمة وبالتالي لا أخشى أن تقدم لنا مهرجانا ذكيا بكل الملامح الجمالية والفنية.

 المكلّفة بالشؤون الثقافية الشاعرة سمية مبارك:
«لعبيدي مؤمنة بدوره الفعّال في الإنتاج والحراك الثقافي»
 
ذكرت الشاعرة سمية مبارك أنه بعد التشنجات و الصعوبات الكبيرة التي لحقت بمهرجان وهران للفيلم العربي والذي أدى إلى احتمال تأجيل الدورة الثامنة أو إمكانية إلغائها نهائيا لافتقار المهرجان لمحافظ جديد لهذه التظاهرة السينمائية بعد انسحاب المدير الفني السيد مؤنس خمار واستبعاد محافظة المهرجان للموسمين الفارطين ربيعة موساوي مديرة الثقافة لولاية وهران.
وقد فسّرت سمية مبارك، المستشارة الثقافية بولاية وادي سوف إدراك  السيدة معالي وزيرة الثقافة نادية لعبيدي حساسية الموقف كونها في الأصل مخرجة سينمائية وعلى دراية فعلية بمكانة السينما وأهميتها،فحسب رأيها وجب عليها ضرورة اتخاذ قرارات عاجلة أولها تعيين محافظا جديدا للدورة الثامنة من مهرجان وهران للفيلم العربي في دورته الثامنة والمنتظر أن يقام في شهر ماي المقبل وعليه فإن السيدة وزيرة الثقافة قررت ان تكلف الشاعر الكبير ابراهيم صديقي مدير الأخبار السابق بالتلفزيون الجزائري على رأس المهرجان مؤمنة بدوره الفعّال في الإنتاج والحراك الثقافي للساحة الإعلامية والثقافية للبلاد وفي إعداد وتسيير وترقية النشاط الثقافي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024