ضمن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، ينظم كل من المجلس الأعلى للغة العربية وجامعة معسكر الملتقى الوطني: «اللسانيات الجنائية وتطبيقاتها في عصر الذكاء الاصطناعي». ويسلط الملتقى الضوء على أهمية اللسانيات الجنائية كمجال لغوي تطبيقي يقدم حلولا للجرائم السيبرانية، خاصة مع الانتقال من التطبيقات التقليدية مثل تحليل النصوص القانونية والخطابات، إلى تطبيقات حديثة مثل التعرف الآلي على المخطوط اليدوي والبصمة الصوتية الرقمية.
ذكّر المجلس الأعلى للغة العربية بالملتقى الوطني «اللسانيات الجنائية وتطبيقاتها في عصر الذكاء الاصطناعي»، المنظم بالتعاون مع «مخبر اللسانيات العربية وتحليل النصوص» التابع لكلية الآداب واللغات بجامعة «مصطفى اسطمبولي» معسكر، والمزمع انعقاده في الثامن من شهر ديسمبر المقبل.
ووفقا لجماعة معسكر، فإن تنظيم هذا الملتقى يندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية (18 ديسمبر من كل عام). وبالإضافة إلى ذلك، يرمي الملتقى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، على غرار لفت انتباه الباحثين إلى أهمية اللسانيات الجنائية كمجال لغوي تطبيقي، يمكن أن يسهم في تقديم حلول للمشاكل المتعلقة بالعالم الافتراضي والأمن السبيراني، وفتح آفاق جديدة في البحث في اللسانيات الجنائية بالاعتماد على الأدوات الحاسوبية والنماذج والمدونات اللغوية، والدعوة إلى إدخال اللسانيات الجنائية كتخصص قائم بذاته في ماستر مهني، إلى جانب تنبيه المعنيين في الوظيف العمومي والشريك الاقتصادي إلى إمكانية إيجاد فرص عمل للمتخرجين في اللسانيات الجنائية. كما أكد ذات المصدر بأن أعمال الملتقى ستطبع في كتاب ذي رقم معياري دولي وذلك قبل انعقاد التظاهرة.
ينطلق الملتقى من إسهام التطور الذي عرفته الحواسيب والإنترنت وبرامج الذكاء الاصطناعي في ظهور تطبيقات ذكية مختلفة، يسّرت معالجة المعلومات والبحث عنها ونشرها ومشاركتها، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهل عمليات التفاعل وإيجاد المعلومات ودخول المواقع مما أدى أحيانا إلى انتشار بعض التجاوزات السيبرانية وانتهاك خصوصية المستخدمين وممتلكاتهم، والاعتداء على حساباتهم، والاختفاء وراء هويات رقمية مزيفة، واستغلال الممتلكات المعنوية للغير ومؤلفاتهم وسرقتها، وهو ما أوجب مراجعة النصوص التشريعية، وتبني أخلاقياتٍ لحماية حقوق النشر والملكية الفكرية وحقوق المستخدمين والقاصرين، وتطوير وسائل وأدوات رقمية للتعرف على المخالفين.
ولمجابهة هذه التحديات، هناك عدة مجالات علمية وميادين بحثية يستغلها الباحثون في علم الإجرام السيبراني من بينها اللسانيات الجنائية Forensic Linguistics، والتي هي فرع من فروع اللسانيات التطبيقية حيث تهتم بالتداخل بين اللغة والقانون، وتعمل على استغلال الوسائل والأدوات التي تتيحها اللغة في الكشف عن أوجه المخالفات والجنايات داخل المجتمع، خاصة أن كثيرا من تلك التجاوزات والجرائم السبيرانية تتخذ من اللغة المكتوبة على صفحات الويب أو المنطوقة المسجلة في مختلف القنوات المرئية والمسموعة وسيطا لها في تنفيذ انتهاكاتها.
ومن هذا المنطلق، يطرح الملتقى إشكالية تتمحور حول الكيفية التي يمكن للسانيات الجنائية أن تطور بها من إجراءاتها لمحاربة تلك التجاوزات والجرائم التي تسود في عالم المعلومات والرقمنة والذكاء الاصطناعي. وتتطرق هذه التظاهرة العلمية إلى نشأة المفاهيم والأسس المتعلقة باللسانيات الجنائية، وتطبيقات اللسانيات الجنائية التقليدية من تحليل النصوص القانونية، وتحليل الخطابات الشفهية والمكتوبة، وغيرها... كما يتطرق الملتقى إلى تطبيقات اللسانيات الحاسوبية لأغراض قضائية مثل التعرف الآلي على المخطوط اليدوي، والتعرف الآلي على الأصوات أو ما يُعرف بالبصمة الصوتية الرقمية.