الشّاعرة فاطمــة الزهراء بوودن لـ “الشعـب”:

الشّعر فعل يضيء هشاشة الإنسان

فاطمة الوحش

ترى الشاعرة فاطمة الزهراء بوودن أنّ الشعر فعل مقاومة يضيء هشاشة الإنسان، مؤكّدة أن الكتابة لديها انبثقت من القلق الداخلي وتحوّلت إلى نصوص تنبض بالصدق والجمال.

 أكّدت الشاعرة الجزائرية فاطمة الزهراء بوودن في تصريحها لـ “الشعب”، أن علاقتها بالشعر انطلقت من حاجة داخلية أكثر من كونها قرارا واعيا، موضّحة أن الكتابة بالنسبة لها كانت دائما وسيلة للتوازن ومقاومة قسوة الحياة. وقالت إنّها كتبت أول بيت شعري دون إدراك لأسس البناء العروضي أو القواعد، لكنه جاءها كهمس داخلي منحها إحساسا غريبا بالانسجام والامتلاء.
وأوضحت بوودن أن وعيها بالشعر تبلور لاحقا عبر القراءة والاطلاع، حيث أدركت كيف يمكن للغة أن تصنع إيقاعها الخاص، وكيف تتحول فكرة بسيطة إلى مشهد شعري عميق. وأضافت أن إحساسها بأنها شاعرة لم يكن مرتبطًا بلحظة بعينها، بل تراكم عبر تجارب متعددة ونظرات صادقة من قراء أكدوا لها أن ما تكتبه هو شعر حقيقي.
وأشارت إلى أنّ الشعر الحقيقي يولد من مناطق الهشاشة الداخلية والقلق الوجودي، لكنها حذرت من ترك النص أسيرًا للانفعال وحده، لأن ذلك لا ينتج جمالا مكتملا. وأكّدت أنها تحاول دومًا تحويل انفعالها الأولي إلى نص فني أنيق يجمع بين الصدق والجمال.
وفي حديثها عن جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي، اعتبرت بوودن أنّ هذا التتويج شكّل نقطة تحول في مسارها الإبداعي، إذ لم يكن مجرد اعتراف رسمي، بل محطة منحتها ثقة مضاعفة ودعمًا مؤسساتيًا ومعنويًا كبيرًا. وأشارت إلى أنّ الجائزة خلقت داخلها رغبة أعمق في الاستمرار والوجود كشاعرة، كما منحتها إحساسًا بالمسؤولية تجاه ما تكتب.
وأضافت أنّ ديوانها الأول “سيرة المرأة الموجة”، الذي فاز بالجائزة، يمثل خلاصة لتجربتها الشعرية منذ البدايات، مؤكّدة أنّه يشكّل خطوة ضمن مسار مفتوح على مزيد من النضج والتجريب، وأنها تنظر للجائزة كإنجاز مهم يدفعها إلى تجاوز نفسها وعدم الاكتفاء بما تحقق.
وحول خصوصية لغتها الشعرية، أشارت بوودن إلى أنّها تعمل على تحقيق توازن بين البساطة والعمق، وبين التجريد والملموس، معتبرة أن الشعر مرآة لإنسان عصره. وأكّدت أنّها تسعى لكتابة نص يشبهها شخصيًا وينطق بصوتها، دون أن تتخلى عن قوة اللغة الكلاسيكية، وفي الوقت نفسه منحازة إلى الفصحى المعاصرة التي تحتمل صوتها وتجربتها.
كما أوضحت أنّ الشّعر ما زال قادرًا على مواكبة التحولات العالمية العنيفة، لأنه في جوهره فعل مقاومة يحافظ على إنسانية الفرد. وأضافت: “الشعر يملك قدرة عجيبة على التجدد والتشكل، وهو يذكّرنا دومًا بجوهر الإنسان، ويعيد تشكيلنا بصورة أكثر دفئًا في مواجهة عالم يزداد برودة وتفككا”.
وختمت الشّاعرة فاطمة الزهراء بوودن بالتّأكيد على أنّها منشغلة اليوم بتوسيع أفقها الشعري نحو مزيد من النضج والانفتاح، مشيرة إلى أنّها تخطّط للعودة إلى الرّواية بوعي جديد، معتبرة أنّ الشاعر حين يكتب الرواية يضفي عليها نبرة شعرية خاصة تمنح النّص عمقا وتميّزا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19885

العدد 19885

الخميس 25 سبتمبر 2025
العدد 19884

العدد 19884

الأربعاء 24 سبتمبر 2025
العدد 19883

العدد 19883

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
العدد 19882

العدد 19882

الإثنين 22 سبتمبر 2025