انطلقت بموقع “قصر الكاهنة” في بغاي بخنشلة، المرحلة الثانية من الحفرية الأثرية، في إطار استراتيجية وزارة الثقافة والفنون الرامية إلى تثمين التراث الوطني وحمايته، حيث أشرف مدير الثقافة والفنون لولاية خنشلة، على انطلاق المرحلة الثانية من الحفرية الأثرية بالموقع التاريخي “قصر الكاهنة” ببلدية بغاي، وذلك رفقة مسيّر البلدية، وبحضور ممثلي السلطات الأمنية، وفريق البحث التابع للمركز الوطني للبحث في علم الآثار.
وقد عرفت الانطلاقة حضور الدكتور كمال مداد، الباحث المختص بالمركز، إلى جانب رئيسة مصلحة التراث، ومحافظة التراث بمديرية الثقافة والفنون، ومسؤول الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية ـ خنشلة، إضافة إلى عمال الموقع وعدد من المتابعين والمهتمين بالشأن التراثي.
وتندرج هذه العملية في إطار تنفيذ تعليمات وزير الثقافة والفنون زهير بللو، الرامية إلى مواصلة البحث الأثري والعلمي بالموقع، باعتباره من أبرز المعالم التاريخية ذات البعد الرمزي والهوية الحضارية.
وتهدف الحفرية إلى الكشف عن الشواهد الأثرية المدفونة، ودراستها علميا، بما يسهم في تعزيز المعرفة بتاريخ المنطقة وتراثها المادي. من جهته، ثمّن مدير الثقافة والفنون المجهودات المبذولة من قبل جميع الفاعلين في هذا المشروع، موجّها شكره إلى بلدية بغاي على الدعم اللوجستي والمرافقة، وإلى فرقة الدرك الوطني بالبلدية على ضمانها للجانب الأمني وتأمين سير العملية، فضلا عن الامتنان الموصول لكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحفرية الأثرية ستتواصل وفق رزنامة علمية دقيقة، يتم إعدادها بالتنسيق مع الجهات المختصة، بهدف ضمان استكشاف الموقع تدريجيا، وفق المعايير المعتمدة في البحث الأثري، بما يحقق الأهداف الثقافية والعلمية المرجوة.
..واكتشاف فسيفساء بضفاف سد بابار
كما تمّ بالموقع الأثري بضفاف “سد بابار” بولاية خنشلة اكتشاف فسيفساء قد تعود إلى فترة زمنية تتراوح ما بين القرنين الثالث والخامس الميلاديين، حسب ما أكده مدير الثقافة والفنون محمد العلواني.
وأفاد نفس المسؤول في تصريح لـ “وأج”، بأن الحفرية العلمية التي أطلقها فريق عمل تابع للمركز الوطني للبحث في علم الآثار بتاريخ 24 جوان الماضي عبر الموقع الأثري بضفاف سد بابار ببلدية بابار واستمرت لمدة أسبوعين، أسفرت عن اكتشاف فسيفساء في حالة متوسطة من الحفظ.
وأضاف ذات المسؤول أن الباحث بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار الدكتور عريفي إلياس، الذي قاد مهمة البحث الأثري بالمنطقة، اكتشف خلال عملية التنقيب منزلا ريفيا قديما بالمنطقة تتواجد أمامه فسيفساء تحتوي على رسومات لأشخاص وحيوانات، في مشهد ميتولوجي يعكس الحياة اليومية لتلك الفترة.
واستنادا لذات المتحدث، فقد تمّ على إثر ذلك إعداد تقرير مفصل عن الحفرية العلمية، تم التأكيد من خلاله على اكتشاف فسيفساء بالموقع الأثري بضفاف سد بابار بطول يقدر بـ8 أمتار وعرض 4 متر.
ولفت نفس المصدر، إلى أن الموقع الأثري بضفاف سد بابار يعتبر موقعا مهما، شكّل إضافة للخريطة الأثرية والحقيبة العلمية لولاية خنشلة، بالنظر لاحتوائه على شواهد تمكن الباحثين والخبراء من تحديد الفترة الزمنية لهذا الموقع، إضافة إلى إثراء المتحف العمومي الوطني “الإخوة الشهداء بوالعزيز” بخنشلة، باللقى التي يمكن نقلها بعد دراستها لحمايتها من التلف والسرقة.