تستقبل المدينة المتوسطية سكيكدة، المعروفة تاريخيًا باسم “روسيكادا”، الطبعة الأولى من لقاء “روسيكادا السينمائي” الذي سيُقام من 21 إلى 23 جوان الجاري، هذا الحدث السينمائي يُنظَّم في أجواء تجمع بين جمال المكان وغنى الأفكار، تحت شعار “من الكتابة إلى الشاشة”، بمبادرة من قطاع الثقافة وتحت رعاية زُهير بللو وزير الثقافة والفنون.
تشكل التظاهرة منصة سينمائية واعدة في شرق البلاد، تُعنى بمسارات الكتابة السينمائية وتحولاتها البصرية، وتسعى إلى ترسيخ تقاليد التكوين والتبادل الفني بين صنّاع السينما والمهتمين بها، فضلًا عن الترويج للوجه الثقافي والفني لولاية سكيكدة، كما أوضح المدير الفني للتظاهرة، الكاتب والناقد جمال محمدي.
طوال خمسة أيام، تتحوّل قاعة “سينما العالية” إلى شرفة مفتوحة على عوالم الصورة، حيث يشمل البرنامج عروضًا صباحية للأفلام الوثائقية من الساعة العاشرة إلى الثانية عشرة، تليها عروض مسائية للأفلام القصيرة والطويلة من الخامسة والنصف إلى الثامنة، يليها نقاش مع المخرجين.
يتضمن البرنامج عشرة أعمال سينمائية جزائرية أبرزها: “”من أجلك”، “محطة عين الحجر”، “فرانز فانون”، “زيغود يوسف”، “هيليوبوليس”، “الطيارة الصفراء”، “حليم الرعد”، “الساقية”، “هل تقبلني”، و«أوليفيا”. كما يحضر الفيلم الفلسطيني “Exception” للمخرج عز الدين شلح في حفل الافتتاح، تكريمًا للقضية الفلسطينية، إلى جانب عرض شريطيْن وثائقييْن هما “Cayenne ou l’histoire d’un enfer” و«حوريات الحرية”.وفي رهان موازٍ على التكوين والتأطير، يحتضن فضاء دار الثقافة محمد سراج أربع ورشات متخصّصة “ماستر كلاس” تشمل الكتابة الدرامية، الذكاء الاصطناعي في السينما، برامج كتابة السيناريو، إضافة إلى ورشة في فن التمثيل أمام الكاميرا يؤطرها الفنان حسان كشاش.
وتتواصل التظاهرة بندوتين فكريتين تسلطان الضوء على أهمية السينما كصناعة ودورها في المحيط، إلى جانب موضوع التصوير السينماتوغرافي وإمكانيات استغلال الممتلكات الثقافية، فضلًا عن معرض لذاكرة السينما الجزائرية يُنظم بالتعاون مع المركز الجزائري للسينماتوغرافيا وجمعية أضواء السينمائية.
«روسيكادا” ليست مجرد تظاهرة فنية، بل مشروعٌ ثقافي يُعيد للسينما الجزائرية وهجها في شرق البلاد، ويفتح بابا جديدا للكتابة بالصورة.
