«الصوتيات العربية..مقاربة دلالية” لسعاد بسناسي

إصدار جديد يربط بين النطق والمعنى

أسامة إفراح

«الصوتيات العربية، مقاربة دلالية”..كتاب أ.د. سعاد بسناسي الجديد، الذي يتناول أهمية المستوى الصوتي في اللغة العربية باعتباره الأساس الأول في بناء الكلمات والتراكيب، ومفتاح الفهم الدلالي للنصوص. والصوت منطلق التحليل اللغوي، تقول المؤلفة، وله دور محوري في تشكيل المعاني والتراكيب، من خلال علاقته بالصرف والنحو، مبرزة التداخل بين الصوتيات والدلالات في المباني الإفرادية، واعتماد الصرف والنحو على الصوت في فهم البنية اللغوية وتطورها.

كشفت دار “كنوز المعرفة” عن قرب صدور كتاب “الصوتيات العربية، مقاربة دلالية”، للأستاذة الدكتورة سعاد بسناسي، تتناول فيه أهمية المستوى الصوتي في اللغة العربية، باعتباره الأساس الأول في بناء الكلمات والتراكيب.
ومما ورد في تقديم الكتاب أن المستوى الصوتي بات أول مستويات اللغة ومنطلقاتها نطقًا وتعاملاً ودراسةً، منه الانطلاقة في التركيب والبناء، وإليه العودة في التحليل والتقطيع.
ووفقا للمؤلفة، فإن الصوت يعدّ، في المجال اللغوي، منطلقًا لكل بناء لغوي، وهو الموجه لكل شكل وتشكيل دلالي في كل أداء وتبليغ وتواصل منطوق من ما في التراث العربي من نغم وإلقاء وإرسال. “وإذا فهمنا من الدراسات الصرفية الإفرادية أن الصوت هو أساسها فنتصور أنه مفتاح أسرارها، فالصوت اللغوي يهتم بمكونات المباني الإفرادية، ويفسر ما يطرأ عليها من تغيرات لفظية وتلوينات دلالية. ومن هذه النظرة، يهتم الصرفيون بالتفاعلات الصوتية، فيحللون في ضوئها الأصول من الفروع وما يصيب الموازين بالزيادة والنقصان والتبدل، ويستفيدون مما يقدمه إليهم علماء الصوت اللغوي”.
وتضيف بسناسي أن التحولات الصوتية والدلالية في المباني الإفرادية تنطلق من الصوت، لأنه هو الأساس الذي ينطلق منه الدارسون المختصون متدرجين إلى ما فوقه من المستويات الأخرى، ولأنه من مجموع الأصوات تتشكل الصيغة الإفرادية المورفولوجية التي هي صرفية في مجالها، وتعد أساس التراكيب كلها، فالمستوى المورفولوجي ينبني على الأصوات، والصوت يتعامل مع الصيغة الإفرادية من جميع جوانبها، يحلل ويعلل جميع مكوناتها من مادة ووزن وشكل ودلالة. ونحن نعلم أن المباني الإفرادية أساس التراكيب، وإذا كانت التراكيب تشكلها الجملة بمفهومها اللغوي العام، فإن الصرف هو الموجه لتشكيلاتها وتلويناتها، وأن المستوى النحوي التركيبي يستمد مادته الأولية (الخام) من المستويين الصوتي والصرفي السابقين له، ثم يعمل على تركيب المفردات في جمل وتشكيلها، ليدرس العلاقات التي تربط بينها كأشكال وتشكيلات صوتية منطوقة.
ومؤلفة الكتاب، الأستاذة الدكتورة سعاد بسناسي، هي أستاذة جامعية متخصصة في الصوتيات واللسانيات التطبيقية (حاصلة على دكتوراه في الصوتيات)، كما أنها مديرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام في جامعة وهران 1 (أحمد بن بلة).
شغلت بسناسي منصب عميدة كلية الآداب والفنون بجامعة وهران 1 في الفترة الممتدة من 2018 إلى 2021، ومن حيث النشاط الأكاديمي والإبداعي، تُعدّ المؤلفة من أبرز الباحثين في مجالها، حيث نشرت العديد من الدراسات والأبحاث في مجلات علمية محكمة، نذكر من بينها “خلفيات التسمية للأعلام الجزائرية”، و«التحولات الصوتية الدلالية”، و«صوتيات التواصل اللغوي بين الإرسال والاستقبال في مسرحية أميرة الأندلس”، و«التلوينات السمعية والدلالية للصوائت العربية في نونية ابن خلدون”، و«الملامح الصوتية في مقدمات المعاجم العربية”، و«العوامل الصوتية وأثرها في بناء الدلالات النصية في خطب هواري بومدين”، و«الظواهر الصوتية ودلالاتها في خطب البشير الإبراهيمي”.
كما تشغل بسناسي منصب رئيسة تحرير “مجلة الكلم الدولية المصنفة”، ورئيسة “أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي”..وهي مؤسسة أكاديمية تأسست في أكتوبر 2021 بوهران، ونظمت مذ ذاك العديد من الفعاليات العلمية والثقافية، على غرار أسبوع اللغة العربية (ديسمبر 2023) بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وإصدار الكتاب الجماعي “الذكاء الاصطناعي في العلوم الإنسانية والاجتماعية”، بإشراف البروفيسورة بسناسي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025
العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025
العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025
العدد 19782

العدد 19782

الإثنين 26 ماي 2025