نظّمت مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر بفضاء النشاطات الثقافية «بشير منتوري»، بالتنسيق مع بيت الشعر الجزائري سهرة شعرية موسومة بـ «ليلة الشعر»، تم فيها تقديم قصائد في الفصيح والشعبي والفرنسية، إلى جانب استذكار شخوص تركوا بصمات عريضة في مجال الشعر عبر العالم.
في إطار اللقاءات الأدبية التي يحرص فضاء «بشير منتوري» من خلالها على ترسيخ مبدأ الثقافة بلا حدود، عرفت «ليلة الشعر» إلقاءات شعرية ملهمة لمجموعة من شعراء جزائريين، أبدعوا بألسنة مختلفة في شد انتباه الحضور عن طريق قصائد استحضرت بدقة وإبداع معاني الجمال والانسانية، بحلة راقية حولت المكان إلى إشعاع حقيقي للكلمة الأصيلة والهادفة.
وفي ذات الجانب، أكدت مسؤولة فضاء النشاطات الثقافية «بشير منتوري»، فوزية لارادي لـ «الشعب»، أن الهدف من هذه الليلة التي جمعت أسماء جميلة لشعراء أتوا من مناطق مختلفة ليعبروا من خلال أحاسيسهم الصادقة عن مواضيع وحالات عديدة، هو «تجسيد للروح الجماعية والتاريخ الثقافي»، كما أكدت بأن ما سطرته مؤسسة فنون وثقافة من فعاليات دينية وأدبية، ومعارض فنية، وأمسيات موسيقية، كلها تُسهم في تعزيز الهوية الثقافية وترسيخ القيم الروحية والاجتماعية.
ولفتت إلى أن الاهتمام بالممارسات الثقافية خلال هذا الشهر لا يُسهم فقط في المحافظة على التراث، بل أيضًا في بناء مجتمع متماسك ومبدع، حيث يحتفل الجميع بروح رمضان وما يحمله من معانٍ سامية.
ومن جانب آخر، شهدت السهرة مداخلة للدكتور عاشور فني، تناول فيها أهمية الشعر في المجتمعات باعتباره نبض للحياة، وقدم أمثلة حول اهتمام العالم بالشعر، وذلك من خلال شعراء عالميين رافعوا لهذا الجنس الأدبي الذي يعتبر أول الأجناس الأدبية التي عبر الانسان عن حاله بها.
كما عرفت السهرة قراءات شعرية ممتعة من إلقاء كل من خديجة حمدون، محمد سعدي، ميساء باي، نذير بن سڨني، دحماني فتيحة، وذلك على غرار ما جادت به قريحة الشاعر الشاب المبدع خريس خليل في الشعر الشعبي والقصيد الطويل.
وإلى جانب ذلك، تم التطرق للحديث عن «البوقالة في العاصمة»، التي تعتبر فنا أدبيا شفهيا يجمع بين الشعر، الحكمة، والتفاؤل أو ما يسمى «بالفال»، ليضفي على السهرات الرمضانية نكهة خاصة، حيث عبرت في ذات الخصوص لارادي في تصريحها لنا بأن «البوقالة» عادة من العادات التي قاومت الحداثة، وهي رمز ثقافي أصيل يحتضن تاريخا طويلا لمناظرات شعرية نسوية، ارتأت أن تزين كل ليلة من ليالي شهر رمضان الفضيل بأجود ما عندهن من كلام مسجوع يدل على «الفأل» الحسن.