شهدت سهرات رمضان بعاصمة الشرق الجزائري تجاوبًا كبيرًا من السكان، الذين توافدوا بأعداد غفيرة على مختلف الفعاليات الفنية والثقافية، التي نظمتها المؤسسات الثقافية بالتعاون مع الجمعيات الثقافية. فمنذ انطلاق البرنامج الرمضاني، اكتظت قاعة أحمد باي «زينيت» بالجمهور المتعطش للطرب الأصيل، حيث حظي حفل الفنان عباس ريغي وملك العيساوة بوشعالة بإعجاب واسع، وسط تصفيق حار وتفاعل لافت مع نغمات المالوف الأصيل.
عبّر العديد من سكان المدينة العتيقة عن سعادتهم بعودة الأجواء الرمضانية بقوة بعد سنوات من الركود. يقول خالد، وهو أحد الحاضرين في سهرة المالوف: «الأجواء هنا لا تُوصف صوت العود والكمان يذكرنا بأصالة قسنطينة، هذه السهرات تجعلنا نشعر حقًا بروح رمضان».
أما في المسرح الجهوي، فقد تميّزت العروض المسرحية بتفاعل كبير من العائلات القسنطينية، خاصة مع الأعمال التي تناولت مواضيع اجتماعية بقالب كوميدي درامي. هدى، شابة حضرت عرضًا مسرحيًا في إطار البرنامج، قالت: «المسرحية كانت ممتعة وتعكس واقعنا بطريقة ذكية، الأجواء والسهرات الليلية جميلة والمسرح، يعيد لنا إحساس التواصل والفرح».
التجاوب لم يقتصر فقط على العروض الفنية فحسب، بل امتد أيضًا إلى النشاطات الرياضية والشبابية، فقد شهدت الدورات الكروية التي نظمتها مديرية الشباب والرياضة إقبالًا واسعًا من الفرق المحلية، فيما استقطبت سباقات الدراجات العشرات من المشاركين الذين تنافسوا بروح رياضية عالية.
على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، برز وسم «رمضان في قسنطينة» ليصبح واحدًا من أكثر الوسوم تداولًا محليًا، حيث وثق المواطنون أجواء السهرات عبر صور ومقاطع فيديو، عكست مدى التفاعل الجماهيري، كتب أحد المغردين: «قسنطينة في رمضان شيء آخر..الفن، الطرب، الأجواء العائلية..كل شيء مثالي».
وفي إطار هذه الأجواء المميزة، تتطلع الجهات المنظمة إلى استمرار هذه الاحتفاليات طوال الشهر الفضيل، مع تأكيدها على تقديم عروض متنوعة تلبي مختلف الأذواق. يُذكر أن البرنامج الرمضاني يتضمّن مفاجآت فنية إضافية في الأيام المقبلة، من بينها عروض موسيقية جديدة وسهرات خاصة بالمالوف.