يطرح الدكتور عمار قاسمي، أستاذ الفلسفة والعقيدة بكلية أصول الدين، جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، في مؤلفه الموسوم بـ«مناهج الاستدلال في علم العقائد”، موضوع المتون العقدية، وذلك وفق مناهج و آليات من شأنها أن تخدم دارسي الشريعة.
يهدف كتاب “مناهج الاستدلال في علم العقائد”، الصادر عن “دار الكتب العلمية” ببيروت (بلبنان) ـ بحسب مقدمة المؤلف - إلى إعادة فحص المتون العقدية في ظروف ملابسات إنتاجها المكاني والزماني والمعرفي، للكشف عن المناهج والآليات المنهجية التي شكلت طرق الاستدلال، والتي استخدمت بعد نهاية الخلافة الراشدة، عند مختلف الفِرَق الكلامية الكبرى، أمثال كل من: السلف والأشاعرة والماتوريدية والمعتزلة والمتصوفة.
وفي ذات السياق، قدم المؤلف تعريفا لكل من المنهج والمنهجية، حيث كتب عن الأول “هو أداة التفكير التي تُجمع به الحقائق ويتم تحليلها وتفسيرها وفهمها وفقهها، بما تُمد به المنهجية من عقائد ومبادئ ومسلمات ومفاهيم”.
أما المنهجية فيعرفها المؤلف، بأنها “هي العلم الذي يدرس كيفية بناء المناهج واختبارها وتشغيلها، وتعديلها، ونقضها وإعادة بنائها”.
ويتضمن الإصدار أيضا، مباحث حول الاستفادة من هذه التجربة المنهجية في التعامل مع المنهجيات الحديثة والمعاصرة في مجال الفكر العقدي.
كما يمكن من خلال هذا الكتاب القيم، الاستفادة من الحقبة النبوية وحقبة الخلافة الراشدة في عملية التأصيل، واستنباط الأبعاد والآليات العملية التي تضفي على المناهج بعدا واقعيا، يرتبط بحياة الناس ويوائم بين فكرهم واعتقادهم وما يجري في حياتهم المعيشة.