العقيد لعلاوي: إعـداد خـــاص لمرافقـة الحجـاج والتعــامــل معهم بصـــبر
عمّي لـ «الشعب»: مقـاييــس دقيقـة لمساعدة الحجاج في جميــع مراحل تنقلهـم
قبيل التصعيد إلى مشعر عرفات المقرّر، اليوم الأربعاء، أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف ورئيس مكتب شؤون حجاج الجزائر، يوسف بلمهدي، أمس الثلاثاء، بمقر البعثة الجزائرية للحج بمكّة المكرّمة، على عرض خطة المشاعر المقدّسة للبعثة الجزائرية، بحضور جميع أعضاء البعثة، ممثلين في مدير مكتب شؤون حجّاج الجزائر الطاهر برايك، ورؤساء مراكز مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدّة، إلى جانب مسؤولي الفروع وموظفي الفرع القنصلي وعمّال الصحة، وأفراد الحماية المدنية، والمرشدين الدينيين وغيرهم...
أكد بلمهدي على أهمية اللقاء، الذي وصفه بـ»الأهم في سلسلة لقاءات البعثة الجزائرية في هذا الموسم»، مشدّدا على ضرورة «التجنيد الأمثل والأكثر حزما من ذي قبل» لإنجاح عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات يوم الثامن من ذي الحجة. وأوضح الوزير، في تصريح صحفي على هامش اللقاء، أنّ خطة المشاعر المقدسة تمّت المصادقة عليها خلال هذه الجلسة. وتشمل تسيير الحجاج في 13 مكتبا موزعة حسب التنظيم الإداري، بحيث تضم هذه المكاتب منظمين، منسقين، مكلفين، مرشدين دينيين ومرافقين، مع التركيز على التفاصيل الصغيرة التي قد تعرقل سير الحملة، مثل فقدان بطاقة «نسك»، مؤكدا أنّ هذه التفاصيل وإن بدت بسيطة إلا أنها «في غاية الأهمية». وأشار الوزير إلى الجهود المبذولة لتوعية الحجاج وحثّهم على الالتزام بالإرشادات الصحية، مثل شرب الماء بكثرة وعدم التعرض لأشعة الشمس بين العاشرة صباحاً والرابعة مساءً، حفاظا على سلامتهم. كما ثمّن الوزير «ثقافة الطاعة والاستماع» لدى الحجاج الجزائريين، مؤكدا أنّ جميع أعضاء البعثة مجندون لتحقيق نجاح هذا الموسم وخدمة الحجاج.
خطة متكاملة
من جهته، أوضح مساعد رئيس مركز مكة المكرمة المكلّف بالخدمة الميدانية جمال عمّي، في تصريح لـ «الشعب»، أنّ خطة المشاعر التي تم عرضها تهدف إلى التكفل الأمثل بالحجاج الجزائريين من خلال استغلال جميع الطاقات البشرية التي وفّرتها الدولة الجزائرية. وأضاف عمّي، أنّ الخطة توزعت على مكاتب ميدانية، بداية من القيادة العامة التي يشرف عليها الوزير، مرورا برئيس إدارة المشاعر يوسف بارود، بمساعدة خمسة مساعدين وثلاثة مكلفين بمتابعة وتنسيق مكاتب الديوان الوطني للحج والعمرة، إضافة إلى متابعة مكاتب الوكالات من قبل مركزي المدينة المنورة وجدة. وأكد عمّي، أنّ الخطة تضمّنت مقاييس دقيقة لمرافقة الحجاج في جميع مراحل تنقلهم، بدءاً من عملية التصعيد إلى عرفات، ثم النفرة إلى مزدلفة، مرورا بأيام منًى، وصولا إلى عودتهم إلى فنادقهم بمكة المكرمة. وأوضح، أنّ هذه المقاييس شملت استقبال الحجاج، الإرشاد، التوجيه، الفتوى، الرعاية الصحية ومتابعة الأمتعة، لضمان راحتهم وسلامتهم.
مواكبة دقيقة لتأمين الحجاج
من جانبه، شدّد رئيس لجنة الإرشاد والتوجيه بالحماية المدنية، العقيد فؤاد لعلاوي، على أهمية دور فرق الحماية المدنية في خطة المشاعر المقدسة، مؤكدا أنّ كل عام جديد يشهد إعداد خطة محكمة وتُحسَّن باستمرار لضمان سلامة الحجاج.
وأوضح العقيد لعلاوي، أنّ فرق الحماية المدنية، التي يبلغ تعدادها هذا الموسم 205 عناصر، تم تسخير 97 عنصرا منهم للخدمة الميدانية و107 آخرين لتأمين المكاتب، ليكونوا جميعا حاضرين بنسبة 100% في المشاعر المقدسة. وبيّن العقيد أنّ خطة الحماية المدنية تنقسم إلى ثلاث مراحل: الأولى تشمل انتقال الحجاج من مكة إلى مشعر عرفات، تليها مرحلة النفرة، ثم أيام التشريق بمشعر منًى. وردّا على سؤال لـ «الشعب»، أشار العقيد لعلاوي إلى أنّ فرق الحماية المدنية تلقت تدريبا خاصا مسبقا في الجزائر، يشمل إعدادهم ذهنيا ونفسياً لمرافقة الحجاج والتعامل معهم بصبر وحكمة، نظرا للضغوط التي يواجهها الحجاج لأول مرة في موسم الحج.
وختم العقيد حديثه بالتأكيد على الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الحماية المدنية لتأمين الحجاج ومرافقتهم ومساعدتهم في إتمام مناسكهم بأمان وطمأنينة.