ثلاثة أسئلة للباحثة عائشة بن نوي..

الحفاظ على التراث يقتضي التدوين.. والبحث العلمي

أمينة جابالله

تشتغل الباحثة عائشة بن نوي، بعد تجوالها في رحاب العادات والتقاليد الجزائرية الأصيلة، على إصدار كتاب حول التراث الشعبي الجزائري، يجمع بين الطابع الأكاديمي والسياحي، وفق أبعاد تاريخية، ثقافية معرفية واجتماعية، تحدّثت عنه في هذا الحوار..

الشعب: هل لنا أن نحظى بنبذة عن إصدارك المرتقب؟
 عائشة بن نوي: «ذاكرة مكان» هو العنوان المختار للمنجز، يهدف إلى إبراز البعد التاريخي التراثي الحضاري للجزائر، وإلى تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على الروابط الاجتماعية.
نتحدّث عن تخصيص إصدار للتراث والسياحة.. هل حفّزتك قلّة الإصدارات، أم أنّ القصد الإضافة لهذا الحقل المعرفي؟!
 في الحقيقة، أعتبر أنّ الفكرة عموما إسهام متواضع في الجانب المعرفي، حيث جاءت من حب عميق للتاريخ والتراث، وحتى لا ننسى، علينا التذكير بتصفّح المراجع ذات الكلمات القيّمة المستمدّة من شهادات الذين عايشوا تلك المراحل والتي تغرس فينا الروح الوطنية.. ومن بين الأهداف التي أسعى من خلالها الحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي للأجيال القادمة.. فمن خلال سفري للاستطلاع والاكتشاف والبحث عبر العديد من ولايات الوطن، لاحظت وجود تراث غنيّ ولكنه غير موثق بشكل كاف، ووجدت أنّ السياحة في الجزائر تعتمد بشكل كبير على التراث، وهذا ما دفعني إلي تدوين المعلومات في كتاب يجمع بين الطابع الأكاديمي والسياحي بالأبعاد الثلاثة البعد التاريخي، البعد الثقافي المعرفي، البعد الاجتماعي.. بالتركيز على أماكن تاريخية تراثية.
هل يكفي العمل الأكاديمي للحفاظ على التراث؟!
 الجانب الأكاديمي لا يمكن الاشتغال فيه إلا إذا وفرنا له المادة التراثية التي سيبحث من خلالها، وأعتقد أنّ الحفاظ على التراث يكون مشروعا اجتماعيا يشمل الأكاديميين والباحثين ولا يمكن إهمال دور التدوين الشعبي لكبار السنّ الذين يحملون في ذاكرتهم قصصا وتقاليد لن تجدها في الكتب، مثلما روت لي والدتي رحمها الله عن عادات وتقاليد دشرتها (مصدر موثوق منه).. فالكتاب الذي أسابق الزمن من أجل إتمامه، يتضمّن محاور عديدة ومتعدّدة تعكس تنوّع الثقافات التي مرت على الجزائر عبر التاريخ.. العمارة التقليدية، قصور ومبان تزخر بعبق التاريخ، الموسيقى، الأغاني الثورية، الرقص الشعبي، الشعر، اللباس التقليدي، الحرف اليدوية، الأطباق التقليدية، المجوهرات، العادات والتقاليد.. بنظرة جديدة.
فكلّ منطقة في الجزائر لديها تراثها الخاص الذي يميّزها، ممّا يعزّز التنوّع الثقافي في وطننا، وحتى لا يقع سطو على تراثنا لابد من تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على الروابط الاجتماعية داخل المجتمع فالكلّ يصبّ في إناء واحد وهذا بتضافر جهود الجميع..
القاسم المشترك بين التراث والسياحة هو الهوية، فالتراث هو ما يعكس هوية الأمة وجذورها، أما السياحة هي الوسيلة التي يتم من خلالها تعريف العالم بهذه الهوية، وعليه بدون التراث تصبح السياحة بلا معنى، وبدون السياحة يصبح التراث حبيس الزمن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024