صدرت مؤخراً عن دار خطوة للنشر والتوزيع رواية جديدة للكاتب عابد مرايم أسامة، حملت عنوان «الجيلوج»، وهو كتاب من الحجم المتوسط يتكون من 300 صفحة، يغوص بالقارئ في متاهات النفس البشرية والصراع الأزلي بين الخير والشر.
تدور تفاصيل رواية «الجيلوج» حول شاب جامعي متخرج من كلية التاريخ، يهوى قراءة الكتب التاريخية ويقتبس لشخصياتها الدموية دور البطولة في روايته المعهودة، لتقوم هذه الأخيرة بطمس الأحداث وسفك الدماء ودحض الأدب المسالم في الرواية، لتتحوّل المملكة النحوية الى أسيرة بين أيدي شخصيات التاريخ التي تجلس على عرش الأدب، فلا سبيل للكلمات إلا الاستنجاد بصاحبها ليحل ضيفاً على أرض روايته كشخصية فدائية تحاول ترتيب الأحداث فيها وإنقاذ أبطالها الحقيقيين.
يقول كاتب الرواية عابد مرايم أسامة إن الانسان يميل أحياناً إلى كتابة الخيال، وأن حياة البشر أشبه ما تكون بطائر يحمل جناحين، أحدهما ملائكي وآخر شيطاني، وكذلك هي قلوبهم، تحمل الشر في حين أن أقلامهم تكتب الخير.
رواية «الجيلوج» إبحار بالقارئ الى عوالم الخيال، ولعِبٌ مُتقنٌ بمشاعره وأحاسيسه، حيث يقع القارئ ضحية الكاتب الذي أبدع في حَبكِ خيوط روايته، من خلال أحداث متسلسلة نسجها إبداع لافت في اختيار الكلمات والتعابير.
يرى الكاتب نفسه في رواية «الجيلوج» منتصراً على نفسه، فانزوى بها بعد أن هدّأ من روعه وجوارحه، فهو «سيد الكلمات التي تتجوّل في هذا العالم القذر المليء بالتعاسة»، يتنفّس الفراق وينام على فراش الوحدة ويستيقظ على صرخات الجريمة.
يرى الكاتب نفسه كذلك، رهينة معاناة مع هذه التجربة العجيبة والفريدة من نوعها، بعد أن صدّق الكُتب على أنها حيّة فلازمها طوال الوقت، جاعلاً من أوراقه البيضاء كائناً حياً يتنفس ويتكلم.
أبدع مؤلف «الجيلوج» في توظيف العبارات والمفردات واستغلالها بما يتناسب مع طابع الرواية الخيالي بشكل لا يترك مجالاً لتسلل مشاعر الملل، فاستطاع بذلك اللعب بالمفردات والتعابير كما يلعب بالمشاعر والأحاسيس، لدرجة تشد القارئ وتغرس في نفسه الفضول حول مصير شخصياتها.