احتفلت المنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم «ألكسو» بذكرى تأسيسها الرابعة والخمسين. وبهذه المناسبة، استحضر المدير العام لألكسو جهود الرعيل الأول الذي واكب مسيرة تأسيس المنظمة، مشيرا إلى الوعي بدقة الظروف والمتغيرات والتحديات الحالية، وما يعيشه العالم في الوقت الراهن من تطورات سريعة ومتلاحقة، وهو ما يتطلب الاستعداد للمراحل القادمة وفق رؤية استشرافية طموحة وواعدة تخدم مستقبل أمتنا وأبنائنا.
أحيت المنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم ألكسو، بحر الأسبوع الماضي، ذكرى تأسيسها الرابعة والخمسين، وهي التي أعلن رسميا عن قيامها ذات 25 جويلية 1970.
وبهذه المناسبة، أعرب المدير العام للمنظمة، الموريتاني محمد ولد أعمر، عن امتنانه للدول العربية على ما أسماه «دعمها السخيّ للمنظمة حتى تواصل أداء رسالتها المعرفية والحضارية على أحسن صورة وأكمل وجه». ورأى في هذه الذكرى سانحة «لإعادة استحضار مسار المنظمة وتاريخها في خدمة الدول العربية، بما أنجزته ـ وتنجزه ـ من أعمال، في مجالات اختصاصها التربوية والثقافية والعلمية والتكنولوجية على مدار 54 عاما من العطاء المتواصل. كما تعتبر فرصة ثمينة لاستحضار جهود الرعيل الأول الذي واكب مسيرة تأسيس المنظمة وتقديرها».
وأكد ولد أعمر، في كلمته المنشورة على موقع «ألكسو»، أن رسالة المنظمة المعرفية أمانة ومسؤولية الجميع، من أجل تحقيق آمال كل من فكّر واجتهد وساهم في تأسيس هذا الصرح العربي الواجب حمايته والمحافظة على ديمومته. وأضاف: «وإننا مدركون واعون بدقّةِ الظروف والمتغيرات والتحديات من حولنا، وما يعيشه العالم في الوقت الراهن من تطورات سريعة ومتلاحقة؛ وهو ما يتطلّب منا الاستعداد للمراحل القادمة وفق رؤية استشرافية طموحة وواعدة تخدم مستقبل أمتنا وأبنائنا».
والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) هي منظمة متخصصة، مقرها تونس، تعمل في نطاق جامعة الدول العربية، وتعنى أساسا بالنهوض بالثقافة العربية بتطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم على المستويين الإقليمي والقومي، والتنسيق المشترك فيما بين الدول العربية الأعضاء. وقد أنشئت المنظمة بموجب المادة الثالثة من ميثاق الوحدة الثقافية العربية، وتمّ الإعلان رسميا عن قيامها بالقاهرة يوم 25 جويلية 1970.
والغاية من إنشاء المنظمة، كما ورد في المادة الأولى من دستورها، هي التمكين للوحدة الفكرية بين أجزاء الوطن العربي عن طريق التربية والثقافة والعلوم، ورفع المستوى الثقافي حتى يقوم بواجبه في متابعة الحضارة العالمية والمشاركة الإيجابية فيها.
وفي إطار هذا الهدف العام، تنهض المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بجملة من المهام، من أبرزها العمل على رفع مستوى الموارد البشرية في البلاد العربية، والنهوض بأسباب التطوير التربوي والثقافي والعلمي والبيئي والاتصالي فيها، وتنمية اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية داخل الوطن العربي وخارجه، ومدّ جسور الحوار والتعاون بين هذه الثقافة والثقافات الأخرى في العالم.
وتضمّ الألكسو في عضويتها اثنتين وعشرين دولة (من بينها الجزائر)، وترتبط الدول الأعضاء بالإدارة العامة للمنظمة عن طريق اللجان الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بهذه الدول، وبواسطة المندوبين الدائمين لدى المنظمة بتونس.
كما تضمّ المنظمة أجهزة خارجية، نذكر من بينها «معهد البحوث والدراسات العربية» و»معهد المخطوطات العربية» (وكلاهما بالقاهرة)، «معهد الخرطوم الدولي للغة العربية» (الخرطوم)، «المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر» (دمشق).
ومن إدارات المنظمة، نذكر «إدارة التربية»، و»إدارة العلوم والبحث العلمي»، وأيضا «إدارة الثقافة»، وهذه الأخيرة تعمل على «تثمين الثقافة وحماية التراث في البلدان العربية، والتوعية بأهمية دورهما في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مع إيلاء عناية خاصة لمدينة القدس وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والبلدان العربية التي تمرّ بظروف دقيقة، والسعي بالتعاون مع المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المتخصصة من أجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية والهويات الثقافية».