صدر مؤخراً عن دار «ومضة للنشر والتوزيع والترجمة» مؤلف جديد للدكتور عبد الفتاح بلعروسي الأستاذ بجامعة أدرار، حمل عنوان «الجرائم النووية الفرنسية في رقان ـ دراسة ميدانية توثيقية»، وهو كتاب متوسط الحجم يتكون من 238 صفحة يسرد بالمستندات والوثائق والشهادات الحية جانباً من تأثيرات ودوافع التفجيرات النووية التي أجرتها فرنسا في منطقة الحمودية برقان ولاية أدرار.
الكتاب الجديد للدكتور بلعروسي يؤرخ لفترة زمنية هامة، ميّزها قيام فرنسا بأبشع تجارب نووية عرفها التاريخ الحديث، مستدلاً في ذلك على شواهد حية ووثائق وخرائط تُبرز مدى بشاعة التفجيرات على الانسان والأرض.
تضمّن الكتاب أربعة فصول، تطرّق الكاتب في الفصل الأول منها إلى تبيان جغرافية منطقة التفجيرات وأبعادها الجيوستراتيجية بالنسبة للجيش الفرنسي، كما حدّد طبيعة المناخ وأهمية المنطقة لإحداث تأثير أكبر كونها تحتوي على احتياطي كبير من المياه الجوفية.
عرّج الكاتب في الفصل الثاني من مؤَلَّفه للحديث عن الثورة ونشاط الحركة الوطنية في منطقة أدرار، والتي شكّلت جبهة ساخنة تمخّضت عنها معارك حاسمة كمعركة «حاسي غامبو» سنة 1957 و»كمين تسلغة».
تحدّث بلعروسي في الفصل الثالث من كتابه عن التجارب النووية الفرنسية في رقان وجذور هذا المشروع، وعن دور الكيان الصهيوني في هذا المشروع وأسباب اختيار رقان كمنطقة لإجراء التجارب، ليختتم الكاتب مؤلَّفه بفصلٍ رابع جمع فيه أهم ردود الأفعال الداخلية والخارجية ونتائج هذه الجريمة النووية التي أثّرت على الانسان والبيئة أتى على سردها بالتفصيل.
كتاب الجرائم النووية الفرنسية في رقان، يمثّل تذكرة عودة إلى فترة مؤلمة من التاريخ الجزائري الحديث، وهو كتاب تاريخي جدير بالقراءة لما فيه من أدلة وبراهين تُثبت عنجهية الاستعمار الفرنسي الذي تفنّن في إبادة الشعب الجزائري.
وأوضح الكاتب أن من بين أهم الأسباب التي دفعته إلى الخوض في فصول هذه المجازر هو كونه ابن رقان، لا يزال يقف إلى اليوم كشاهد عيان على تأثيراتها.
وقال بأن ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها الغرب عندما يتعلّق الأمر بمجازر ترتكبها هذه الدول، يُعدُّ سبباً آخر لفضح ممارسات فرنسا الاستعمارية، ووضع البراهين والأدلة بين أيدي الباحثين والمهتمين بتاريخ الثورة الجزائرية.