تحتفـظ بـإرث ثقـافي وتاريخـي تليد..

مليانــة.. موطـن العلماء وقلعـــة المجاهـديــن..

تتميز المدينة العتيقة لمليانة بولاية عين الدفلى التي تتربّع على مساحة تقدر بأزيد من 80 هكتار، ومصنفة ضمن القطاع المحفوظ، بتراث ثقافي وتاريخي وطبيعي ثمين يتوجب تثمينه بصفة مستعجلة بهدف المحافظة عليه.
وتزخر مدينة مليانة الواقعة على ارتفاع أزيد من 700 متر على الجهة الجنوبية لجبل زكار، بمعالم وآثار تشهد على عدة قرون من تاريخها، على غرار السور الدفاعي الروماني والمركب الديني والثقافي لسيدي أحمد بن يوسف، والبيوت ذات الصحن والنافورات والحمامات العثمانية والساحات العمومية، إلى جانب دار ومصنع الأسلحة الذي انشأه الأمير عبد القادر.
وكشف المختص في علم الآثار، عباس بن يوسف، في تصريح لـ(وأج)، أن إنشاء وتحديد القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لمليانة يعد «ضرورة قصوى، لأن المدينة تتوفر فيها كل الشروط المطلوبة لهذا الشأن».
وأضاف بن يوسف أن مليانة تملك ماضي عريق يمتد إلى العصور التاريخية القديمة، وهذا ما جعلها تزخر بتراث مادي ولا مادي لا يقدر بثمن، فيما تتميز أيضا بعاداتها المتنوعة والناتجة عن التمازج الثقافي الأندلسي والعثماني وحضارات أخرى.
كما ركز في هذا الصدد، على العادات المتعلقة بفنون الطهي واللباس والموسيقى الأندلسية، إضافة إلى الطابع المعماري المتميز للمدينة، مؤكدا أن هذا الإرث الثقافي ساعد على إنشاء القطاع المحفوظ بهدف الحفاظ عليه وحمايته من التدهور.
من جهته، أفاد رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة والفنون بعين الدفلى، فريد يخلف، أن إنشاء القطاع المحفوظ يرمي لحماية التراث الثقافي للمدينة العتيقة لمليانة وحمايتها، مؤكدا أن عملية الحماية ستنفذ فور الانتهاء من المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ، حيث تعرف هذه المرحلة إشراك كل القطاعات وفعاليات المجتمع المدني.
وبخصوص المحافظة على هذا التراث، قال بن يوسف أن المجتمع المدني يجب أن يلعب دوره «الهام»، مشيدا بما تقوم به بعض الجمعيات المحلية بمدينة مليانة على غرار جمعية «الزيرية الأندلسية»، التي تنشط منذ قرابة 20 سنة في مجال حماية الموروث الثقافي اللامادي للمدينة المتمثل في الموسيقى الأندلسية. كما تنشط الكثير من الجمعيات على مستوى مدينة مليانة على غرار جمعية «المنارة»، جمعية «لؤلؤة زكار» وجمعية أصدقاء مليانة فنون وثقافة»، حيث تقوم هذه الجمعيات «بعمل جبار» في مجال حماية التراث العريق والمتنوع للمدينة، وفقا لذات المتحدث.
واعتبر عباس بن يوسف الجمعيات «كعامل أساسي» في عملية المحافظة على التراث، ولهذا يجب أن تنظم نفسها على مستوى الأحياء وتقوم بتوعية وتحسيس السكان بأهمية المدينة وقيمتها الأثرية»، داعيا إلى تنظيم تظاهرات ثقافية وسياحية من أجل إحياء المدينة لاستقطاب الزوار.
للإشارة، أطلقت مصالح مديرية الثقافة والفنون مؤخرا، أشغال مستعجلة لترميم وإعادة تأهيل دار الخلافة الأمير عبد القادر والسور الدفاعي الروماني بذات المدينة، كما تمّ أيضا إطلاق مشروع الحفريات الإنقاذية على مستوى الموقع الأثري «أوبيدوم نوفوم» الواقع بمنطقة «بني نغلان» ببلدية عين الدفلى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024