الأستاذ بجامعة الوادي.. محمد شوشاني عبيدي:

أقسـام الترجمـة ومعاهدهـا.. تنويـع للتكويـن وتوحيـد للجهود

أسامة إفراح

أشاد الدكتور محمد شوشاني عبيدي، أستاذ الترجمة بجامعة الوادي، بتعدّد أقسام الترجمة ومعاهدها في الجزائر، واعتبر أن ذلك يدفع إلى تنويع التكوين وتوحيد الجهود، بحيث كلما أمكن لأساتذة الترجمة من التوحد في قسم يشتركون فيه تخصصهم واهتماماتهم، كلما أسهم ذلك في الرقي بالترجمة في الجزائر. كما دعا شوشاني عبيدي إلى توحيد الجهود في جمعية وطنية لأساتذة الترجمة، تكون ساحة للنقاش وتبادل الآراء.

نوّه المترجم والأكاديمي د.محمد شوشاني عبيدي، الأستاذ بقسم الترجمة بجامعة «حمة لخضر» بالوادي، بتجربة تعدّد أقسام الترجمة ومعاهدها في الجزائر.
وبارك شوشاني عبيدي هذا التعدّد في فتح الأقسام والتخصصات والمعاهد الذي يراه إيجابيا، خاصة في المرحلة الحالية، مع «غزو اللغة الإنكَليزية تكوينا وتوظيفا»، يقول المترجم والباحث، مضيفا: «رغم أن القلة محمودة في كثير من الأحيان، ولكن، في هذا الموقف، أرى التعدد أمرا محمودا».
وأرجع شوشاني عبيدي هذه الإيجابيات إلى مجموعة من الأسباب، على رأسها فتح أكبر عدد من المناصب للدكاترة، معتبرا ذلك فرصة جيدة لهم للالتحاق، كغيرهم من التخصصات الأخرى، بمقاعد التدريس والبحث في الجامعة.
وفي سبب ثانٍ، رأى شوشاني عبيدي أن فتح عدد لا بأس به من الأقسام، في مختلف جهات الوطن، يدفع إلى تنويع التكوين وتوحيد الجهود، مشيرا إلى أنه كلما تمكّن الأساتذة من التوحد في إطار قسم يشتركون فيه تخصصهم واهتماماتهم، كلما أسهم ذلك في الرقي بالتكوين. فبذلك تتوحد جهود الأستاذة، وتنمو قدراتهم، ويكثر التنافس والتعاون بينهم، بما يخدم تخصص الترجمة ككل.
كما ذكّر شوشاني عبيدي بدور فتح أقسام تخصص الترجمة عبر الوطن في تقريب التخصص من الكثير من الطلبة ممن لديهم الرغبة فيه، ولكن أعجزهم عن المشاركة فيه إما البعد، أو عدم المعرفة الكافية به. ولاحظ الباحث أن التخصص بات يطلبه الجميع، وربما يرتفع معدل القبول له لاحقا، ومما أسهم في «ارتفاع أسهم» هذا التخصص هو كونه تخصصا قائما بذاته، وله معالمه ومدارسه وأهل الفن فيه.
من جهة أخرى، لا يمكن النهوض بالتخصص إذا كانت مخرجاته مشتتة ومبعثرة، يؤكد شوشاني عبيدي، معتبرا أنه، وبكثرة هذه الأقسام وباستقطاب المتخصصين في الترجمة، أصبح لزاما على الفاعلين توفير الإمكانات والدفع إلى خلق مناصب شغل تلبي حاجة التكوين الموجودة فعليا.
وتخوّف شوشاني عبيدي من أن توجّه التعليم العالي في المرحلة الحالية للغة الإنكَليزية، سواءً في مشاريع الدكتوراه والتوظيف، من شأنه أن يقضي على تخصّص الترجمة إن هو ظلّ محصورا في المعاهد أو الأقسام الجهوية، لأن هذه الأخيرة، وإن كانت ستوفر تكوينا نوعيا، إلا أنها ستكون مشبعة. بالمقابل، توفر التجربة الحالية بتعدّد فتح أقسام ومعاهد الترجمة فرصة لفتح مشاريع جديدة للدكتوراه، وهو ما سيفتح بدوره مناصب عمل جديدة.
وعلى المدى القريب، دعا الدكتور محمد شوشاني عبيدي إلى تمكين طلبة الشعب العلمية على اختلافها من التخصص وليكن أولوية ثالثة، حيث عرفتنا التجربة أن الكثير منهم يتمتعون بقدرات تفوق طلبة التخصصات المفتوح لها التخصص الآن.
كما اقترح الباحث تشكيل لجان تكوين على المستوى الوطني، لتوحيد البرامج الأولية (على الأقل في المرحلة الحالية) إلى حين توحيد المقررات ككل.
ودعا شوشاني عبيدي إلى توحيد الجهود في جمعية وطنية لأساتذة الترجمة، تكون ساحة للنقاش وتبادل الآراء، كما نادى بالتفكير في تحسين وضع سوق العمل في مجال الترجمة، مع ضرورة انخراط الجميع في هذا النقاش بما يخدم التخصص ويرفع من شأنه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024