شكّل الملتقى الوطني حول «القشابية والبرنوس ـ هوية بلدية مسعد»، الذي احتضنته بلدية مسعد بولاية الجلفة، فرصة لتجسيد مبادرة «كابدال» الرامية إلى «تثمين المعارف والمهارات التقليدية وإرساء ديمقراطية تشاركية من أجل تنمية اقتصادية محلية مستدامة «.
الملتقى الوطني الأول من نوعه حول القشابية والبرنوس ـ هوية بلدية مسعد، كان بمثابة فرصة أمام المشاركين لتبادل الخبرات والتجارب في مجال حياكة البرنوس والقشابية، الهدف منه حسب بيان بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر تحصّلت «الشعب» على نسخة منه «التحفيز للحفاظ على التراث والمعارف التقليدية العريقة للمنطقة، وبالتالي تثمنها وترويجها بشكل يساهم في تنمية اقتصادية محلية شاملة ومستدامة للبلدية».
جاء الملتقى من تنظيم جمعية «تمكين»، شريكة برنامج دعم قدرات الفاعلين في التنمية المحلية - كابدال - وتحت عنوان: «القشابية والبرنوس ـ هوية بلدية مسعد - حماية وتثمين المعارف والمهارات التقليدية من أجل تنمية اقتصادية محلية مستدامة».
وشارك فيه حسب ذات البيان «مجموعة من الفاعلين المحليين من المؤسسات والمجتمع المدني والمتعاملين الاقتصاديين،» إيمانا منهم أنها تتوفر على مكنون قوي للتنمية في الإقليم، وفرصة للاندماج الاجتماعي والاقتصادي للنساء والشباب في منطقة مسعد».
فتح الملتقى الوطني يضيف المصدر «النقاش حول مكنونات إقليم مسعد في مجال النسيج التقليدي؛ وختم النسيج التقليدي؛ ووضع العلامات على المنتجات التقليدية، وإدراج القشابية والبرنوس في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية». هذا من خلال جلسات عامة وورشات عمل مواضيعية، ومحاضرات من تنشيط فاعلين مؤسّساتيين (قطاعات الثقافة والسياحة والحرف).
وعلى مدى يومين متتاليين 30 و31 ماي المنصرم، شكل الملتقى حسب بيان الهيئة المنظمة «فرصة للمرافعة من أجل ترسيم «يوم وطني» لقشابية وبرنوس مسعد، إضافة الى تعبئة الفاعلين في الإقليم الذين ينشطون في شعبة نسيج القشابية والبرنوس».
وكلّل النّقاش بتوصيات لتطوير شعبة نسيج القشابية والبرنوس ومقترحات لتنفيذ مشاريع في مجال وضع العلامات، وختم وتسجيل المعارف في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وعلى هامش الملتقى، تمّ تخصيص فضاء لعرض القشابية والبرنوس بالتعاون مع الجمعيات وحاملي المشاريع في الشعبة، من أجل تقديم عيّنات من هذه المعاطف التقليدية، التي لا تزال تصنع سمعة عرش أولاد نايل، والذي تعد مسعد عاصمة له، وكذلك المواد الخام والآلات المستخدمة في نسيجها.
للإشارة، تمّ اختيار جمعية «تمكين»، التي استفادت من قبل من تمويل ودعم من برنامج «كابدال من أجل تنفيذ مشروع جمعوي للتنمية المحلية في شعبة القشابية والبرنوس، لإطلاق مبادرة استراتيجية للتنمية الاقتصادية المحلية من شأنها تفعيل ديناميكية تنموية على مستوى إقليم بلدية مسعد التي تتمحور حول النسيج التقليدي والتراث الثقافي».
8 بلديات معنية ببرنامج «كابدال»
تعد التنمية الاقتصادية المحلية من بين المحاور الاستراتيجية الأربعة لبرنامج «كابدال»، والذي يتم تنفيذه منذ جانفي 2017 على مستوى 8 بلديات نموذجية عبر الوطن»، يهدف هذا المحور إلى تهيئة الظروف من أجل بروز اقتصاد محلي تضامني ومتنوع، وخلق لفرص عمل ومداخيل مستدامة، لا سيما من خلال تعزيز التخطيط الاستراتيجي للتنمية المحلية، وإعداد مخطّطات بلدية للتنمية «من الجيل الجديد» وفقا للمقاربة التشاركية والشاملة والمندمجة التي يروج لها برنامج كابدال، والتي تسع إلى استثمار المكنونات الذاتية لإقليم البلدية وتثمينها.
وخلال إعداد التّشخيص الإقليمي التشاركي لبلدية مسعد، ثم مخطّطها البلدي للتنمية من «الجيل الجديد»، حدّد الفاعلون المحليّون حماية التراث الثقافي للمنطقة وتثمينه كمجال محفز للتنمية الاقتصادية المحلية. وبدعم من برنامج «كابدال»، قام الفاعلون المحليّون بصياغة رؤية لتنمية شعبة نسيج القشابية والبرنوس، ومجموعة من المشاريع من شأنها تحفيز الشعبة بأكملها. وهكذا ولدت المبادرة الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية المحلية التي يروج لها برنامج «كابدال»، والتي يمثل هذا الملتقى الوطني مبادرة هيكلية لتنمية للشعبة.
وتجدر الإشارة، إلى أنّ «كابدال - ديمقراطية تشاركية وتنمية محلية - مقاربة تساهم في توطين أهداف التنمية المستدامة»، تروّج لها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتنمية المحلية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدعم من الاتحاد الأوروبي.
يهدف البرنامج إلى الترويج لحكامة محلية تشاورية وشفافة، وتعزيز التماسك الاجتماعي وبروز اقتصاد محلي تضامني ومتنوع. هذا من خلال دعم قدرات الفاعلين المحليين في التنمية المحلية.
ويتم تنفيذ مقاربة كابدال على مستوى 8 بلديات نموذجية ممثلة لثراء وتنوع التراب الوطني: بابار بخنشلة؛ جانت، جميلة بسطيف؛ الخروب بقسنطينة؛ الغزوات بتلمسان؛ مسعد بالجلفة؛ أولاد بن عبد القادر بالشلف وبلدية تيميمون.