احتفى فضاء مؤسسة فنون وثقافة بشير منتوري، بعودة نشاطات «لقاء الكلمة الأدبي»، وذلك بعد غياب دام عامين بسبب الوضع الصحي الذي فرضته جائحة كورونا، حيث عرف اللقاء الذي حضره جمهور قوي، تنظيم أمسية أدبية فنية ثقافية بامتياز، وذلك بمشاركة كل من الكاتبة نسيمة بن عبدالله والكاتبة باللغة الفرنسية أمال قاصد علي، والكاتب والناقد بالامازيغية والفرنسية حميد بيلاك، وحضور متألق لضيفة الشرف الممثلة القديرة أمال حيمر، إلى جانب نخبة من الوجوه الفنية والأدبية وممثلي عن صناع السينما ودور نشر وطنية.
أعلنت مديرة فضاء مؤسسة فنون وثقافة بشير منتوري فوزية لارادي، خلال كلمتها التي استهلت بها الفعالية الثقافية، ومن على المنصة الشاهدة على تعاقب عدة أسماء لها بصمات عريضة في سماء الإبداع، بأن لقاء الكلمة الأدبي الذي ألفه الجمهور أمسية كل يوم اثنين تغيرت محطته وأصبح كل يوم أربعاء مشيرة إلى أنه سيبقى وفيا لخدمة الإبداع، وذلك على شرف الكلمة والقلم والأدب والفن بكل أنواعه وأسمائه، قبل أن تحيل الكلمة لضيوفها الأربعة الذين أثروا الفضاء بما قدموه من محتوى، إضافة إلى ما تضمنته محاور المناقشة التي عقبت اللقاء.
وفي هذا الصدد، استعرضت الكاتبة المتميزة نسيمة بن عبدالله آخر إصداراتها التي تنوعت بين مجموعات شعرية وقصص قصيرة، إضافة إلى انتاجها الجديد الذي ستشارك به لأول مرة ودائما من انتاج نفس دار النشر «خيال»، خلال الدورة الـ25 للمعرض الدولي للكتاب الذي تحتضنه الجزائر من 24 مارس الجاري إلى 01 أفريل المقبل، وهما على التوالي، قصص قصيرة جدا الموسومة بـ» ق.ق.ج»، وكتاب ذو طابع أكاديمي شمل دراسة وافية حول «الإعلام الثقافي.. إضاءات في كتابات الإعلامي صالح زايد»، كما ألقت ذات الكاتبة على مسامع الحضور بعض من نصوصها الجديدة والتي إن لم تحل مساحة حروفها قدر الكف، ولكنها جالت بين الحضور وسيطرت عليه بعمق مغزى المحتوى وأثرت عليه بكل ذكاء وإبداع.
أما القاصة أمال قاصد علي كاتبة الشباب باللغة الفرنسية، فلقد تناولت جديدها الذي شمل أربع إصدارات منها ما سيترجم للغة العربية والأمازيغية والإنجليزية، وعرجت خلال فقرتها على ما يميز الأعمال عن غيرها، حيث صرحت بأنها اعتمدت على تقديم ملخص مشوق عن كل مؤلف يتصدر آخر الغلاف، وهو نوع لإعطاء فكرة عن أهم ما جاء في المغامرات الممتعة التي صنعها أبطال القصة، كما ركزت خلال إلقاءها لبعض أعمالها المختارة على ترك كلمات للأمل، كرسالة لطيفة مهداة للطفولة التي هي زينة الحياة و بهجته.
وفي ذات الإطار تناول الكاتب والناقد بالأمازيغية والفرنسية حميد بيلاك، قراءة في نصوص القاصة أمال قاصد علي، مثمنا مجهودها ومشجعا لمسارها الأدبي الموجه للطفل والمراهق، كما نوّه إلى أنه يعكف على ترجمة إصدارها الأخير باللغة الأمازيغية، وسيقوم بالإشراف على تقصي أعمالها، وذلك بمعية مدير عام دار أطفالنا للنشر والتوزيع الذي قالت عنه آمال قاصد علي بأنه السبب الأول في رؤية أعمالها النور، والذي لن تنسى صنيعه أبدا.
ومن جهتها تطرقت ضيفة شرف اللقاء الأدبي الفنانة آمال حيمر إلى الحديث عن بدايات فترة ولوجها العمل الفني، واستذكرت العديد من الاسماء التي كانت لها الفضل في ارتقاءها فنيا وبريتم تصاعدي، سواء في الدراما التلفزيونية التي حققت فيها العديد من المشاركات والنجاحات، أو في المسرح أين اشتغلت على متون نصوص عمالقة الأدب والفن ككاتب ياسين وابن المقفع وغيرهما، كما ذهبت في حديثها إلى علاقة الممثل بالنص، وركزت أيضا كنوع من أمنية أو شبه مطلب على التفكير في تجسيد شخوص تمّ تناولها في أعمال ألفها وكتبها روائيون جزائريين، إلى جانب تسليطها الضوء على إعادة الالتفاف حول ما يعرف بالمسرح العلمي والذي للأسف لم يلق الرواج الذي يستحق رغم ما يتضمنه من نصوص هادفة تصبّ في الإطار التوعوي والتحسيسي والمعرفي.