شاعرة وقاصة من مواليد مدينة سيدي بلعباس، زاولت تعليمها بالطور الثانوي شعبة آداب، ثم تحصلت على منصب مشرفة تربوية بمتوسطة بولكريصات عبد القادر، تولعت بالشعر فصقلت هوايتها بالقراءة، كانت تهوى شراء الكتب ما جعلها تكون رصيدا لغويا لابأس به مكنها من ولوج عالم كتابة الاشعار، وإصدار ديوانها الأول “شبابيك الانتظار”، كما أن عملها بمؤسسة تربوية ساعدها على الاحتكاك بالأساتذة وولُد لديها أفكار، ليصبح الشعر، كما تقول: “المتنفس الوحيد الذي يأخذني إلى عالم يشبهني والعالم الذي انتهي إليه وأبدأ منه”.
قالت إن بدايتها في عالم الأدب كانت محتشمة على اعتبار أنها وجدت نفسها محاطة بكتاب أكبر سنا وموهبة منها، منهم دكاترة وأساتذة جامعيون ومنهم من سبقها في هذا الميدان، لكن ذلك لم يثنها عن المحاولة وخوض التجربة والمشاركة سنة 2004 في مسابقة ولائية بقصة قصيرة بعنوان: “أشرعة الصمت” والتي مكنتها من الظفر بالجائزة الثالثة.
بعدها انظمت حنان يوسفية إلى الجمعية الثقافية “دوحة الفكر والأدب” لتنال منصب نائب رئيس الجمعية، حتى أصبحت تنشط الملتقيات الوطنية بسيدي بلعباس رفقة الفريق وتوسعت معارفها وفتح لها المجال للمشاركة في العديد من المسابقات الوطنية والدولية.
رشحت حنان مؤخرا للمشاركة في مسابقة أفضل شاعرة عربية في العالم للعام 2022 في اختصاص الشعر النثري، فرع بطولة كأس العالم للمبدعين العرب التي تنظمها المجموعة العربية (مسابقة أفضل العرب في العالم the arabs group بلندن)، حيث شاركت بديوانها الشعري “شبابيك الانتظار” في انتظار الاعلان عن النتائج.
المسابقة التي فتحت لجميع الفنون والابداعات العربية حول العالم هي الأصعب بالنسبة لها، كونها تخوضها مع اعلاميين من قنوات مشهورة، ودكاترة ذاع صيتهم في عالم كتابة الشعر، غير أنها مصرة على افتكاك جائزة قد تتيح لها الفرصة وتفتح لها مجالا أكبر وواسعا على الساحة الثقافية.
ويعتبر “شبابيك الانتظار” أول ديوان للشاعرة الشابة يضم 25 قصيدة نثرية.. كتبته لروح أبيها المتوفي، واختزلت من خلال الديوان رؤيتها حول جدلية العلاقة بين الذات الشاعرة والعالم، فتقول “تثقلني شجرة الأسئلة مدججة والغيمات لمروجها، عجلى متلهفة أمضي في الفراغ لأفتح شبابيك الانتظار لعل الريح تأتي بوجه كالذي رحل”..
اعتمدت في كتابتها على التكثيف الدلالي وتوظيف لغة الرمز والصورة الكلية، والتعبير عن رؤيتها حول جدلية العلاقة بين الذات الشاعرة والعالم، لتجد نفسها ترسم صورة الذات التي تشعر بها وبمرارة الوحدة في ظل افتقاد وغياب الاخر، هذا الآخر الذي يستمد حضوره القوي من غيابه.. وقد قال عنه النقاد إنه ديوان يعتمد على التكثيف الدلالي وتوظيف لغة الرمز والصور الكلية.
امرأة متحدية ومتشبعة بالفكر والأدب
الشغف بالكتابة وتشجيعات زملائها الشعراء وكتاب القصص، شجعها على مواصلة المشوار الأدبي وتوالت مشاركاتها حتى أصبح رصيدها لا يستهان به من الألقاب العربية والدولية، وحصدت مراتب أولى، منها المرتبة الثالثة عالميا والثانية عربيا سنة 2021 في مجال القصة القصيرة بمصر، حيث شاركت بقصتها “المحارب” وقبلها افتكت المرتبة الأولى عربيا في القصة القصيرة بمصر سنة 2019 عن قصة “واحدة لا تكفي”، والمرتبة الثالثة عربيا بمصر سنة 2017 عن قصة “البحر أيضا يحترق”، فالمرتبة الأولى عربيا سنة 2016 بمسابقة روسيكادا بقصتها “الوجه الغريب” وفي نفس السنة حصدت المرتبة الثالثة وطنيا في جائزة المرحوم “عرعور علي للإبداع القصصي” عندما شاركت بقصة “الوجه الغريب”، والمرتبة الرابعة عربيا بالأردن عن قصة “الشهيد” سنة 2017، فضلا عن حصولها على درع الإبداع والتميز من إهداء مجلة “الصواب المستقلة” في كركوك، وقد تنوعت كتاباتها بين الشعر الحر والقصص، حيث تخوض حاليا تجربة كتابة مجموعة من القصص ستصدرها بإحدى دور النشر إما الاردن، لبنان أو مصر.
حنان تجتمع فيها مقومات الشخصية القوية، الجرأة، التحدي، الثقافة الواسعة، التواضع، الفكر المتشبع بالشعر والأدب، اتقان اللغة العربية الفصحى، حب التطلع إلى الأفضل وغيرها من المميزات التي حولتها الى أيقونة زمانها.