تعود شفيقة وعيل لتوقّع اسمها في سجل المسابقات والتّظاهرة الأدبية العربية، وكان الدور هذه المرة على الطّبعة السّادسة من مسابقة «النّخلة بألسنة الشّعراء»، التي حلّت فيها الجزائرية ثالثة بقصيدتها «شيخ شيوخ النّخيل». وتجمع شفيقة وعيل بين الإبداع الأدبي في الشعر والكتابة المسرحية من جهة، والبحث العلمي كأكاديمية مهتمّة بمراجعة التراث العربي والإسلاميّ من حيث الإنتاج المعرفي والأدبي، وإجراء مقاربات بحثيّة بينه وبين الفلسفة الحديثة.
تواصل الدكتورة شفيقة وعيل تألّقها في المسابقات الأدبية لمختلف أشكال الإبداع، التي تدخلها ممثلة للجزائر، وكان آخرها مسابقة «النخلة بألسنة الشعراء»، التي حلّت فيها وعيل ثالثة، حيث أعلنت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي عن أسماء الفائزين في الدورة السادسة من مسابقة «النخلة بألسنة الشعراء»، وكان المركز الثالث في الفئة الأولى وهي الشعر الفصيح من نصيب شفيقة وعيل عن قصيدة «شيخ شيوخ النخيل»، وقبلها حلّت أولى المصرية وئام عصام ربيع عن قصيدة «في بيتنا عمّة»، وحلّ ثانيا العراقي عباس عبد العالي جاسم عن قصيدته «تاج الشموخ».
أمّا في الفئة الثانية (الشعر النبطي) فعاد المركز الأول ليوسف بن عبيد بن خميس الفلاسي (الإمارات) عن قصيدة «غيداء كل بيد»، والثاني لعلي محمد إبراهيم المجيني (سلطنة عمان) عن قصيدة «حبيبة القيض»، أما الثالث فكان من نصيب فرج عايد الحسين (سوريا) عن قصيدة «بنت البوادي».
وعرفت المسابقة مشاركة 1212 شاعراً وشاعرة من 19 دولة عربية، ونقلت وسائل الإعلام عن أمين عام الجائزة عبد الوهاب زايد قوله، إن المسابقة تهدف إلى «توظيف الشعر كوسيلة مهمة في تنمية وعي الجمهور لأهمية شجرة نخيل التمر من الناحية التراثية والزراعية والغذائية والاقتصادية، وتعزيز ثقافة نخيل التمر لإحياء أحد أغراض الشعر (وصف شجرة النخيل)، ورفد المكتبة العربية والساحة الشعرية بنوعية مميزة من القصائد في حب النخلة، وتشجيع الشعراء على إبداع وكتابة قصائد نوعية وإتاحة الفرصة أمام الجميع للتنافس بطريقة شفافة».
يُذكر أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تمثل فيها وعيل الجزائر في المسابقات الأدبية العربية، سواء في الشعر على غرار تألّقها في برنامج مسابقة «أمير الشعراء»، أو في الكتابة المسرحية على غرار «جائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع» حينما فازت المبدعة الجزائرية بجائزة النص المسرحي في دورتها الرابعة مؤخرا. ولشفيقة وعيل الشاعرة منشوراتها، على غرار ديوانها «يشي به الظل» الصادر عن «الدار العربية للعلوم ناشرون». أما شفيقة وعيل الأكاديمية فهي باحثة جزائريّة حاصلة على الدكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها من الجامعة الأمريكيّة في بيروت.
واشتغلت أيضًا على الدراسات القرآنيّة القديمة والمعاصرة، وتهتمّ بمراجعة التّراث العربيّ والإسلاميّ من حيث الإنتاج المعرفيّ والأدبيّ، ولا سيّما إنتاج الاصطلاح والمفاهيم، وتحاول إجراء مقاربات بحثيّة بينه وبين الفلسفة الحديثة. وتهتمّ كذلك بالبحث في الشّعر العربيّ المعاصر، وفي أطروحتها المعنوَنة «اللّغة، التّجربة، النّصّ: قراءة أنطو- دلاليّة للنفَّرِيّ»، ساءلتْ أدوات قراءة التراث بشكل عام والتجربة الصوفيّة بشكل خاص من خلال بناء جهاز قِرَائِيّ مناسب للـنِّـفَّريّ. وقامت مقاربتُها على الأبعاد الأنطولوجية المحتمَلة التي تبثّها الدلالات في السياق الثقافي للتجربة.