عاد المقهى الأدبي لمسرح بسكرة للمشهد الثقافي بعد انقطاع سنتين من الزمن بسبب الأوضاع الصحية التي فرضها تفشي فيروس كورونا، حيث زاول نشاطه، أول أمس، بلقاء مع الرّوائي الدكتور سليم بتقة أستاذ الأدب العربي بجامعة محمد خيضر ببسكرة، ونقاش حول روايته «الأحد الأسود» الحائزة على جائزة المسابقة الوطنية أول نوفمبر 1954 في طبعتها الـ 26، والمنظمة من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق لسنة 2021.
جاء اللقاء الذي نظّمه اتحاد الكتاب الجزائريين فرع بسكرة بالتنسيق مع مسرح بسكرة، بحضور أدباء من بسكرة والمهتمين بالشأن الثقافي ومن تنشيط الإعلامي عبد الحميد زكيري، حسب ما نشر في موقع مسرح بسكرة الالكتروني.
استحضر الرّوائي الدكتور سليم بتقة خلال التقديم والنقاش أحداث المجزرة الدموية المرتكبة من طرف القوات الفرنسية، التي راح ضحيتها أكثر من 300 من مواطني البلدة يوم 29 جويلية 1956، «حيث وظف في متن روايته شخوصا حقيقيّين عايشوا الحدث وأخرى خيالية لها أسماء ذات دلالات رمزية، متنقلا بين الأحياء والشّوارع التي جرت فيها الواقعة المؤلمة..».
تناولت الرّواية في صفحاتها الأولى جماليات المدينة من معالم عمرانية وشخصيات فاعلة تركت بصمتها في الحياة الاجتماعية و السياسية بالمنطقة، بأسلوب تشويقي لتقريب الحدث الصدمة من القارئ، وصرح الروائي بالمناسبة أنّ «الهدف من كتابة هذا النص الأدبي هو محاولة تسليط الضوء على حقبة من تاريخ المدينة المغيب في الدراسات التاريخية، وفي وسائل الإعلام حتى تخلد في الذاكرة الجماعية، مع إعطائها الزخم الحقيقي وطنيا ويتعرف عليها المواطن البسيط»، حتى أنّه فضّل أن تكون مشاركته بعنوان الأحد الأسود رغم أن العنوان مباشر متجاهلا عنوان الرواية الأصلي وهو «قداس الكاردينال».
وأشار د - بثقة أنّ «الرّواية التاريخية ليست سردا للوقائع في شكلها الجامد بل محاولة فنية يتزاوج فيها الواقع مع التخيلات والإسقاطات الإيحائية، معتمدا على البناء الهندسي الحديث للرواية عند استحضار الأحداث»، وقد اختتمت الجلسة بنقاش قوي تفاعل معه الحضور، وأيضا بتكريم الدكتور سليم بتقة من قبل منظمي المقهى الأدبي، الذي يضرب لجمهوره موعدا آخرا مع تكريم لحواء الأديبة.