في الذكرى 33 لوفاتـه

تيــزي وزو تستذكر فقيدهـا المثقف والمفكـر مولــود معمـري

تيزي وزو: نيليا ـ م

 المسار النضالي والثقافي لدا لمولود محور طاولة مستديرة

نشط تلاميذ متوسطة مولود فرعون، موضوع الطاولة المستديرة التي نظمتها مديرية الثقافة لتيزي وزو، حول نضال الروائي والباحث الامازيغي الجزائري في الليسانيات الامازيغية مولود معمري، وهذا تزامنا مع الذكرى 33 لوفاته، ليكون هذا النشاط الأول من نوعه في الجزائر، وفي تاريخ البرنامج الذي تعده مديرية الثقافة،ّ لتذكر بمناقب الدا لمولود المفكر والمثقف الجزائري عند حلول ذكرى رحيله.

الطاولة المستديرة حول «مولود معمري المفكر» منح شرف تنشيطها للجيل الحالي، وتلاميذ متوسطة مولود فرعون، رفقة حسان حلوان دكتور، كاتب وأستاذ جامعي بجامعة مولود معمري، الى جانب الكاتب «بيلاك حميد» مختص في علم الآثار، حيث لم تُختر متوسطة مولود فرعون اعتباطيا ولكن لرمزية هذا الاسم الذي قدّم الكثير للثقافة، ولارتباط اسمه باسم مولود معمري.
معمري المثقف، الكاتب والمناضل
تلميذات متوسطة مولود فرعون نشطن هذه الندوة، حيث تكفلت كل تلميذة من التلميذات الثمانية، بالحديث عن جانب من جوانب حياة مولود معمري، وقد شمل الموضوع كل جوانب حياته من ميلاده، إلى نضاله الثقافي، كتاباته وإصداراته إلى سفره الطويل بحثا عن المعرفة، واسهامه في النضال إبان ثورة التحرير من أجل استقلال الجزائر.
أما تلاميذ المتوسطة فقد كانوا على موعد مع الثقافة والمعرفة التي اختصرت في اسم الروائي مولود معمري، حيث كان للعديد منهم الفرصة التعرف عليه، وعلى موعد مع التاريخ، تاريخ من شكل آخر خطه مولود معمري بقلمه وأفكاره ليكون له دورا فعالا في النضال من أجل اللّغة «الأمازيغية».
الطاولة المستديرة، جاءت من أجل تناقل موروث الدا مولود بين الأجيال، حيث تعمق الأستاذيين الجامعيين في شرح مطول عن حياة مولود معمري ونضاله الطويل.. حيث صرّح الدكتور «حسن حلوان» أن مولود معمري ذهب في سفر طويل، ليس داخل البلاد ولكن داخل عقله ومخيلته، وهذا بعد أن سافر كثيرا وتعلم لغات أخرى، ليقف مع نفسه ويتساءل عن مكنونات اللغة التي تعلمها من أمه وملامح الحياة اليومية للعائلات، والتي تشكل ثقافة ولغة أخرى مختلفة عن التي تعلمها خلال ترحاله.
نضال مولود معمري من أجل الامازيغية، خطاه بأقدام ثابتة ليترك وراءه موروث ثقافي وعلمي أصبح اليوم دعامة يستند عليها الباحثون والمختصون وحتى دارسو هذا التخصص، حيث أكد الاستاذ بيلاك حميد أن مولود معمري بعث رسالة إلى الجيل الحالي منذ سنوات طويلة ليواصلوا النضال ويسيروا في نفس منهجه، من أجل حماية الامازيغية من الاندثار، خاصة وأن هناك العديد من اللغات في طريق الاندثار بسبب انعدام الأبحاث والدراسات فيها، لهذا عبر في إحدى مقولاته، أنه «سيأتي جيل آخر يحمل النضال على عاتقه».
«الانسان يموت عندما ينسى وليس عندما يدفن»
أكد الدكتور حسن حلوان، خلال مداخلته أن مولود معمري لم يمت، وأن الانسان لا يموت عندما يدفن ولكنه يموت عندما يُنسى، والدا لمولود بحسبه ما يزال حيا في قلوب الجميع، من خلال الموروث الذي تركه وأورثه لعدة أجيال أتت بعده، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات تدعم سلسلة تناقل هذا الموروث بينهم وبين الجيل الحالي، فهم قد تعملوا من مولود معمري وحان الوقت لتعليم الجيل الصاعد، وقال «الآن الكبير هو من يعلّم الصغير، ومشاركتهم اليوم في الطاولة المستديرة حول مولود معمري، هي فرصة لإرشاد الصغار حول الطريق الذي يسلكوه في حياتهم التعليمية».
حسن حلوان، أشار إلى هناك العديد من الباحثين والمفكرين في العالم تعلموا لغات أخرى وتطلعوا على تاريخ بلدانها، ولكنهم عادوا إلى الأصل لتعلم تراث الأجداد، وأن ما قدمه مولود معمري للأمازيغية لا يمكن حصره في كلمات.
«الدا لمولود اختار طريق المثقف والمفكر»
صرّح الكاتب وأستاذ علم الآثار «حميد بيلاك» أن الدا لمولود اختار طريق المفكر والمثقف، الذي جعله عرضة لتقاذف الأمواج من كل الجهات، وبالرغم من ذلك فإنه ـ يقول ـ لم يغير مساره النضالي الذي آمن به، مشيرا إلى أنه على الجيل الحالي أن يواصل في نفس طريقه وأن يحافظ على ما تركه لنا، فهو قد جمعه وحافظ عليه، ووجب المحافظة على سلسة التناقل بين الأجيال وتسليم شعلة مولد معمري للجيل الحالي من أجل بناء الغد.
للعلم، نظمت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو برنامجا ثريا لإحياء الذكرى الـ33 لرحيل المفكر مولود معمري، من خلال عرض لصوره وابرز كتبه وإصداراته، إلى جانب ورشة للأطفال الصغار من أجل التعريف بالكاتب أكثر واطلاعهم على نضاله، كما أعطيت فرصة لحرفيي الفضة، لعرض حليّهم وهذا لرمزية الفضة التي تنسب لقرية ميلاد الدا لمولود.
وقد كانت دار الثقافة فضاء للزوار على مدار 4 أيام للاطلاع على البرنامج، الذي اختتم في «اث يني» قرية مولود معمري بزيارة قبره ووضع باقة من الورود من طرف السلطات الولائية.     

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024