«التراث.. إثباتات للهوية واقتصاديات ثقافية»

أجنحة ومعارض للحلي والأزياء التقليدية تثري اليوم العربي للتراث الثقافي

قسنطينة: مفيدة طريفي

تتواصل بدار الإبداع ملحقة دار الثقافة مالك حداد، فعاليات الاحتفاء باليوم العربي للتراث الثقافي تحت شعار «التراث.. إثباتات للهوية واقتصادية ثقافية»، من خلال معرض فني يشهد مشاركة أزيد من 20 حرفيا من مختلف مناطق الوطن، أين تم عرض مجموعات متحفية نادرة من الحلي الفضية والذهبية، إلى جانب قطع حديثة مبتكرة من طرف الحرفيين المشاركين بفعالية التراث بهدف إبراز عراقة وثراء الموروث الثقافي.
المعرض شمل عدة أجنحة للحلي التقليدية والأزياء التي صممها المشاركون القادمين من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب نماذج مختلفة وثرية من الحلي الفضية والذهبية القديمة التي أبدع في صناعتها يدويا من طرف الأجداد، بالإضافة إلى المجموعات المصممة حديثا بأنامل حرفيين وحرفيات من الجيل الجديد، الذي يأبى إلا وأن يحافظ على هذا التراث العريق والمتميز من الصناعات التقليدية، التي تعكس ثراء الجزائر بالتقاليد ومدى عراقة الموروث والهوية الوطنية عبر التاريخ، على غرار حلي فضية تمثل تراث منطقة القبائل والعادات الأمازيغية، حلي تعكس تقاليد أولاد نايل بالجلفة والأغواط، وحلي معروفة بنقوش رمزية تعود لتقاليد قسنطينة وتلمسان ومنطقة الأهقار وغيرها.
كما شهد المعرض جناحا خاصا بالعروس القسنطينية والعادات المتعارف عليها بالمدينة التاريخية، بدءا من قندورة المجبود والفتلة، والتي تتمثل أساسا في خيوط ذهبية، حلي خاصة باللباس التقليدي، فضلا عن أزياء قسنطينية الأثرية، كما شاركت دول عربية في تقديم جناح متنوع لأزياء تقليدية وحلي عريقة..
وقد استقطب جناح «الحلي والأزياء القسنطينية» اهتمام سكان قسنطينة والولايات المجاورة، بفضل ما يعرضه الحرفيون من الحلي الفضية والذهبية لمنطقة القبائل، حيث تعرض قطع فضية وذهبية تقليدية نادرة والتي كانت تلبسها المرأة الأمازيغية ذات الخصائص الفريدة من نوعها.
«الشعب» وفي جولة عبر أجنحة المعرض تقربت من أحد الحرفي المختص في الحلي التقليدية، والذي قال بأنه يعمل في مجال تصميم الحلي الفضية والذهبية منذ نعومة أظافره، بحكم أنه ينتمي لعائلة من حرفيي صناعة الحلي التقليدية بقسنطينة تمتد لأجيال، وقد ورث عن الأجداد هذا الشغف ليواصل بدوره مهام الحفاظ على هذا الموروث الجزائري الأصيل الفريد من نوعه على المستوى الوطني، بخصائصه التقنية والجمالية، كونه جزء من الهوية الوطنية، مشيرا إلى أن مجموعة الحلي التي ورثها عن أجداده تعتبر من بين الكنوز الأثرية التي لابد من الحفاظ عليها لإكمال المسيرة، وجعلها وثيقة ومسار يستعمل لاستكمال الحرفة التي لا يزال سكان المدينة يحافظون عليها، باعتبار أن العائلة القسنطينية والمرأة خصوصا ترتديها من أخمص قدمها حتى قمة رأسها في مختلف الحفلات والمناسبات، على غرار الخلخال، المحزمة، المقياس والبقاط والمشرفات ذات الزخارف الخفيفة والمنمقة بدرجات تختلف في تصاميمها الجميلة والعريقة.
المعرض بحسب مدير الثقافة تدوم فعالياته إلى غاية الرابع من شهر مارس، حيث ستتخلله مسابقة وطنية لأحسن الأزياء الموشحة بالحلي التقليدية، ستقوم لجنة مختصة باختيار أحسن جناح للحلي التقليدية الحديثة والقديمة، حيث سيتم تخصيص جائزة مالية قدرها 50 ألف دج، إلى جانب جوائز أخرى تشجيعية لأصحاب المراتب الثانية والثالثة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024