الإقامة الموسيقية «وان بيت الصحراء»

مناسبـــة للتّعرّف على تـــراث الآخـــر الموسيقـــي

 أجمع فنانون موسيقيّون من الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية ومالي وموريتانيا وبلدان أخرى من شمال إفريقيا والساحل، مشاركون في الإقامة الموسيقية «وان بيت الصحراء»، المقامة حاليا بتاغيت بولاية بشار، أن هذا البرنامج مناسبة رائعة للتلاقي والتبادل والإبداع، وتفجير الطاقات والتعرف على التراث الموسيقي للآخر.
الفنان الجزائري نزيم باكور، هو موسيقي وملحّن ومؤلف من الجزائر العاصمة، يقول إنّ لهذه الإقامة «تأثير كبير علينا كفنانين فهي تجبرنا بطريقة ما على تفجير طاقاتنا ومواهبنا..»، كما لها تأثير على منطقة تاغيت وزوارها، حيث «سيتعرّف الناس على نوع آخر من السياحة، وهو السياحة الثقافية بكل ما تحمله من أنواع جديدة ومختلفة من الفن والموسيقى والآلات الموسيقية القادمة من عدة بلدان» .

تنوّع في الثّقافات الموسيقية

 يلفت نزيم إلى أنّ من بين أهم ما جذبه في هذا البرنامج «التنوع في الثقافات الموسيقية» التي ينتمي إليها الفنانون المشاركون، والذي يتجسّد أساسا في «الورشات الإرتجالية التي تجعلهم يبدعون موسيقات جديدة بدون حتى أي آلات موسيقية، اعتمادا فقط على ما هو موجود من حولهم من أرض أو حجارة أو جداران أو أي شيء يصلح لإصدار أصوات».
ويرى هذا الموسيقي، الذي بدأ مساره الفني في 2010، وله اهتمام كبير بالموسيقى الإفريقية والبرازيلية والجنوب أمريكية، أنّ هذه الورشات «تظهر الإلهام الذي يميز كل فنان بخلفيته الثقافية المميّزة له، وكذا إحساسه بالموسيقى والريتم والألحان (..) وكأنّنا نسافر عبر العالم رغم أنّنا في مكان واحد بالجزائر».

أحاسيس متشابهة رغم اختلاف الثّقافات

 قال من جهته المغني والعازف الأمريكي من نيويورك سينكي كامب، المعروف فنيا بـ «إيغنابو»، إنّ هذه الإقامة «جمعتنا بفنانين من بلدان مختلفة، وكشفت أنّ لنا أحاسيس متشابهة رغم اختلاف ثقافاتنا..»، لافتا في سياق كلامه إلى موسيقى الديوان التي «تعرّف عليها أول مرة بنيويورك، والتي يستمتع كثيرا بالصبغة التأملية التي تميّزها..».
وأعرب سينكي، الذي يؤدّي الهيب هوب (الراب) والموسيقى الإلكترونية والجاز، ويعزف على آلات موسيقية مختلفة، عن «اهتمامه الكبير» بكل ما له علاقة بالثقافة الإفريقية وثقافة الأمريكيّين من أصل إفريقي، مشيرا إلى أنّه «في كل موسيقى أمريكية هناك ما يوحي إلى ثقافة إفريقية عميقة».
الفنانة الموريتانية فاما مبايي، وهي مغنية من البولار وتنحدر من عائلة من «القريو» (حكواتي وشاعر وموسيقي شفوي تعرف به العديد من بلدان غرب إفريقيا)، تقول إنّها «سعيدة جدا بملاقاة فنانين زملاء، جزائريين وأمريكيين ومن الصحراء الكبرى» بهذه الإقامة التي اعتبرت أنّها «مشروع أحبّته كثيرا وتشجّعه أيضا».
وعبّرت مبايي، التي تعزف على العديد من الآلات الموسيقية التقليدية المحلية، الإيقاعية منها والوترية كالكالاباش والبولون، عن «سعادتها الكبيرة بالانضمام لهذه المجموعة الموسيقية الجيدة..»، مضيفة أنّها ستعمل من خلال هذا البرنامج على «التعريف بثقافتها».
أمّا الفنانة المالية «العصامية» حاجة فونتا دياباتي، وهي مغنية وعازفة غيتار، فتقول من جهتها إنّ «أهم شيء بالنسبة لها هو «التكوين وملاقاة أناس آخرين من عوالم مختلفة، فرغم اختلاف اللغات إلا أن الموسيقى تجمعنا وتجعلنا نفهم بعضنا من خلال الآلات الموسيقية التي بين أيدينا، فأنا أشعر في النّهاية بأنّنا عائلة واحدة».
ورغم أنّها تؤدّي موسيقى «ماندينغ»، التي تعرف بها مناطق في جنوب غرب مالي، وكذا الروك منذ بداياتها الموسيقية في 2016، إلاّ أنّ دياباتي «تهتم في نفس الوقت بكل الأنواع الموسيقية، فالموسيقى لغة عالمية»، كما تقول، ضاربة المثل بالموسيقى التارقية التي تعتبرها أنّها مشابهة في ألحانها مع العديد من ألحان موسيقى مالي».
وتختم المتحدّثة بالقول، إنّ هذه الإقامة «قد تفتح لها ولغيرها من الفنّانين الأبواب واسعة، وستعرف بهم للمنتجين، وربما الحصول على فرص جديدة في مناطق مختلفة من العالم، فما يريده الفنان في النّهاية هو الوقوف على المسرح».

تشارك الثّقافة التارقية مع ثقافات العالم

 أمّا الفنان التارقي من جانت، مشار بوبكر، المعروف فنيا بـ «بوبا»، فيعتبر أنّ «وان بيت» فرصة لتشارك الثقافة التارقية وجميع ثقافات العالم، والمزج بينها والاحتكاك فيما بين الفنانين.
وعبر «بوبا» الذي يغني بـ «التاماشاق» للحرية والسلم والحياة اليومية للإنسان التارقي والعلاقات الإنسانية، عن «سعادته الكبيرة بتمثيل الجزائر في هذا البرنامج من خلال موسيقاه التارقية»، كما يقول، مضيفا أنّ الموسيقى الجزائرية «متنوّعة وثريّة»، وأنّ «الفن في كل مكان في الجزائر».
وتستمر إقامة «وان بيت الصحراء» (نبض واحد الصحراء)، التي افتتحت فعالياتها الاثنين الماضي بتاغيت بولاية بشار، لمدّة أسبوعين بهذه الواحة الصحراوية ثم لأسبوع آخر بالجزائر العاصمة، وهذا بمشاركة 23 موسيقيا شابا من الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية وبلدان من شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19547

العدد 19547

الأحد 18 أوث 2024
العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024