بلمسة شعرية تحمل بصمة الفطاحل

الشّاعر بهناس أحمد يصدر “النّوارس الحالمة”

نور الدين لعراجي

 أوضح الكاتب رابح خدوسي في مقدمة للديوان الشعري “النوارس الحالمة” للشاعر بهناس ابو ريان أحمد، “أنه لو قدر لأفلاطون أن يطلع على التراث الشعري للعرب ما ارتكب وزره التاريخي بطرد الشعراء من جمهوريته الشهيرة، ولو تذوق سكان المعمورة نكهة الشعر العربي لصاروا كلهم غاوين، يأتي الالهام كالغيث منهمرا بعد الستين ربيعا من حياة شاعرنا أمده الله في عمره، ليعلن أن نبوءة الشعر فضلت هذه المرحلة  الخصبة لتمنحه الضوء الاخضر، كي يعجن من تراكمات تجارية في حقل الفكر التربوي والإبداعي مثنى وثلاث ورباع”.


 تضمّن الديوان الشعري لأحمد بهناس ما يقارب 52 نصا شعريا تنوّعت ما بين القصيدة العمودية وشعر التفعيلة، وإن كان قد غلب على المجموعة سمة الشعر الخليلي عبر 175 صفحة من الحجم المتوسط، طبعت عن طريق دار تمكين للطباعة والنشر التي مقرها  بحاسي بحبح.
أكّد خدوسي أن الشاعر بهناس خالف الشعراء الجزائريين المعاصرين محمد الاخضر السائحي  الذي قال يوما على منبر الالقاء بطرابلس الغرب: “لم يعد الشعر بعد الشيب يغرينا..أضحى التنائي بديلا من تدانينا”. ويقول خدوسي  كأن الشاعر بهناس يرد عليه بقوله: “وهذا الشعر بعد الشيب يأوينا...ويمنحنا الدفء والأمل والحنينا”.
وأوضح الروائي خدوسي أن تغريدته في المجموعة الشعرية “النوارس الحالمة” هي انطباعات عابرة لظاهرة شعرية جديرة بالدراسة اسمها المربي الشاعر احمد بهناس، وبالعودة إلى قصائده فهي تختزل عمره الابداعي وتجلي شخصيته وأحلامه وآلامه وأماله، انغام طفولته وغزل فتوته وكهولته، قصائد للوطن وأخرى للبؤس الانساني في القدس والشام  وحتى الفكاهة وجدت لها موضعا في قصائد الديوان، مثل “الشخشوخة” دون أن يغفل ذكر أطياف بعض شعراء الاندلس في زمنهم الجميل.
قال الشاعر بهناس في كلمة مقتضبة تضمنها الديوان، بأن قصائده في هذا الديوان أو في غيره ليست حروفا مبعثرة، ولا كلمات وهمية يحكمها الفن والخيال والإيغال في التوصيف والإشادة والترويج والتطبيل والتصفيق، بل إنها البحث عن الحقيقة والجهر بالكلمة في الوقت الملائم الحاسم لرفض الانكسارات، واتقاء الصدمات مثلما يقول في قصيدته أشباح الهجر:
سلي النبضين نبضهما عبابا..لأية غاية نبضا وطابا؟
لساني عزفه ينساب وحيا...وقلبي تائه يجني الوصابا
خاض الشاعر بهناس في مجموعته الشعرية “النوارس الحالمة” قصائد تغزل فيها بالحبيبة  كما في قصيدة “عيون ومشكاة”، “إن العيون التي في طرفها حور..هي التي أرهقت قواي من وهن / وبت أشكو هواها اذ يخالجني..نداؤها ووميض برقها اليمني/ كأنني إذ عزمت أن ألينها..بالشعر سحرا بدوت غير متزن”.
للتذكير، الشاعر احمد بهناس من مواليد 1948 بنهار عين وسارة ولاية الجلفة، زاول تعليمه الابتدائي بالكتاتيب، ثم انتقل إلى المعهد القاسمي بقرية الهامل ثم معهد التعليم الأصلي والشؤون الدينية ببوسعادة ما بين سنتي 1965 و1967، حيث اشتغل معلما إلى غاية 1979، ليلتحق بالجامعة لدراسة الحقوق لمدة سنتين ما بين 1973 إلى 1975، صدرت له عدة أعمال أدبية في الشعر والسرد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024