جاء الاصدار «باكور البنفسج» للكاتبة الدكتورة بركاني حياة، محمل بسحب الأنين والوجع، تداعبها بين الحين والآخر غيمات تنبض بالأمل والتفاؤل، حيث أرادت الكاتبة من خلال هذا المزيج من المشاعر المتضاربة، أن تسمع صوت النواعم التائه في عالم تغوص في أعماقه كل صور التناقض المستسلمة لمصير مجهول.
بعمل أدبي موجه للجنس اللطيف، ارتأت الكاتبة الدكتورة بركاني حياة أن توظف صدى مشاعر متشنجة لكل أنثى مغلوبة على أمرها، وتماشيا مع المحتوى والمضمون اعتنى مخرج «باكور البنفسج» الصادر عن دار المثقف للنشر والتوزيع، الاستاذ أحمد سعيد منصوري بتركيب الصفحات التي تبدو للوهلة الأولى مرسلة إلى بنات حواء، أما الاستاذ صلاح الدين بوغدو مصمم الغلاف فلقد اختار من جهته صورة توحي بالهدوء والخجل كناية عن جمال روح المرأة القوية بحنانها، الضعيفة بقسوة المجتمع عليها.
كتاب «باكور البنفسج» هو صَرخات لمستغيث يَسْتَنجد بآمال مُمّزقة، ومغلَّفة بالويلات، ومقعّرة بأقبح الأُمنيات المُنونة بثنائيات الخير والشر، فجاء حافلا بلغة غَامضَة الهُويّة ومعاني مُلبّسة برسائل إنسانية لِمن اضطهد تهم سنون الحياة، ولاسيما العنصر الأُنثوي الذي يَقْبَعُ في زوايا الظّلم، وتَحت هَمْهَمَات القَهْر، نعم هو بمثابة جواز سفر مُوجه لكل «أنثى» صَنعَت لنفسها عُطُور مخضّبة بلون البقاء، بالرغم من الأعاصير التي بترت آمالها فصنعت مزهرية من ورد البنفسج الذي يُورق كلما جال القارئ في صفحات هذا العمل الذي وُلد من رحم الحقيقة، ومن أوجاع مثخنة بالواقع المرير حتى يكون الهدف الأساس هو صنع النجاح من فتات الهزيمة، وإعلاء صوت مخنوق بأسرار ليست للبوح، لتتقاسمه شخصيات أنثوية صارخة بالقوة «كربة البهاء» و»حوراء الشقية» الطفلة المأساة التي لعبت بها ظروف الحياة وقساوتها، ولا ننسى الأنثى التي لم ولن تبوح وبقي الغموض يكتنف شخصيتها «لن تقول من هي» علّها حياة الأمل التي تسعى لحب لطالما كان مستحيل، وهكذا فالعمل تتقاسمه ثنائية ضدية لحياة أنثى مبتورة اللسان، فكان القلم سيّال يجول في تفاصيل حياتها المقهورة تارة يواسيها وأخرى ينبذها في مطبات الحياة، وتبقى هذه العناوين حقيقية تعبر عن صرخة أنثى اسمها رادف الحياة فانقص القدر حرفيها.
اقتباس.. كوني ساحرة لأكون ساخرة
«نمت في أحضانها كنوم الغاضبة، أيتها الساحرة أنظر إليك وأنت إلى المرآة ناظرة، ترسمين محياك كالدمية الفاتنة، بعد أن عانقت عيناك سواد الليلة القائمة، أحب لو كنت فاطمة الفؤاد بين أحضانك الدافئة، أقرأ موتي فيك علني أحيا عيشة حالمة زوري طمأنينة ترسمها لوحة كياني الصامتة بعثري وحدتي، فتشي عن غيبوبتي الغابرة، أرتاح فيك فلا تسرقي غفوتي باترة، أمارس طقوس الراحة فتلعثمين كلامي بتأتأة كاسرة، أخرقي تجبري فلست أخشى قسوتك الدائمة، أموت فيك ترجلا وعنادا وأنت ماكرة، كوني ساحرة لأكون قارئة فنجانك الساخرة».