بادرت مديرية الثقافة لولاية بومرداس بتوزيع مجموعة من الكتب المخصّصة للمطالعة لفائدة عدد من المدارس الابتدائية المتواجدة أغلبها بالقرى والمناطق النائية، حيث بلغ العدد 700 كتاب في مختلف الأجناس الأدبية الفكرية التي تراعي سن الطفل في هذه المرحلة العمرية، في محاولة لإعادة تفعيل المقروئية في الوسط المدرسي ومساعدة التلاميذ في توسيع معارفهم العلمية.
تركت مبادرة مديرية الثقافة لبومرداس بالتنسيق مع بعض الفاعلين كالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، المتعلقة بتوزيع كمية من كتب المطالعة لفائدة المدارس الابتدائية ارتياحا لدى الأولياء ومسيّري هذه المؤسسات التعليمية، خاصة وأنّ أغلبها تقريبا متواجدة بقرى نائية محرومة من عديد الأنشطة الثقافية والفكرية التي يتطلع إليها التلميذ، وأيضا أزمة وسائل العمل الضرورية، ناهيك عن مشكل التهيئة وغياب فضاءات ممارسة التربية البدينة والرياضية.
كما جاءت العملية التي مست بلديات نائية كبن شود، اعفير، لقاطة في وقت يعاني تلاميذ المؤسسات التعليمية، بالخصوص في الطور الابتدائي من فراغ كبير وتذبذب في البرنامج الدراسي ورزنامة التوقيت، مع تقليص الحجم الساعي وبعض المواد والأنشطة الثانوية والصيفية بسبب تداعيات جائحة كورونا، التي كانت تساهم في استغلال هذا الوقت بما ينفع التلميذ في نشاطات ترفيهية وتربوية هادفة كالأشغال اليدوية والمطالعة لتنمية ملكة الطفل، ومساعدته في اكتشاف مواهبه وصقلها حسب ميوله وقدراته الفكرية والإبداعية.
لكن اليوم والجميع يتحدّث عن أزمة المقروئية وتراجع كبير لفعل القراءة في المجتمع ولدى مختلف الفئات، وليس فئة الأطفال فقط حسب دراسات المختصين، فقد حان الوقت لمؤسسات التنشئة الاجتماعية والفكرية المختلفة، بما فيها المدرسة كمكان يأخذ ساعات طويلة من حياة الطفل أن تلعب دورها في هذا الشأن، وتعيد الاهتمام أكثر لقاعات المطالعة والمكتبات المتواجدة داخل المدارس على قلتها وبعضها غير مستغل أحسن استغلال.
كما تتقاسم باقي المؤسسات الفكرية والثقافية بولاية بومرداس نفس الدور والمسؤولية أيضا في دعم قاعات المطالعة القليلة على مستوى البلديات، وكذا بالنسبة للمراكز المحلية والمدارس الابتدائية عملا بمبدأ تكافؤ الفرص وتشجيع لا مركزية الأنشطة والبرامج الموجهة لفئة الطفولة، خاصة وأن هذه المبادرة قد سبقتها قافلة محملة بأزيد من 15 ألف عنوان استفادت منها المكتبات الريفية، وبعض المؤسّسات التعليمية كانت أشرفت على توزيعها وزيرة الثقافة السابقة مليكة بن دودة خلال زيارتها للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية وسط بومرداس.