شرع فرع أكاديمية الذاكرة الجزائرية بالشلف في عملية توثيق سير أزيد من 50 شهيدا، وجمع مختلف المعلومات المتعلقة برحلة كفاحهم ضد المستعمر، حسبما علم لدى القائمين على هذا التنظيم.
كشف رئيس فرع أكاديمية الذاكرة الجزائرية بالشلف، محمد باشوشي، عن شروع مجموعة من المهتمين والباحثين في تاريخ المنطقة التابعين لذات الفرع، تزامنا وذكرى يوم الشهيد المصادفة لـ18 من شهر فبراير من كل سنة، في عملية توثيق سير أزيد من 50 شهيدا من أبناء منطقة الشلف وما جاورها.
واستنادا لذات المسؤول، تسعى هذه العملية لتوثيق بطولات وتضحيات شهداء المنطقة الذين استبسلوا في الدفاع عن الوطن عبر ربوع الولاية الرابعة تاريخيا، وتخليد ذكراهم واستحضارها غداة كل مناسبة وطنية.
ويقوم فريق الباحثين في تاريخ المنطقة بزيارة عائلات الشهداء ومسقط رأسهم، بغية جمع مختلف التفاصيل، وكذا الصور والوثائق التي من شأنها إماطة اللثام عن رحلة كفاح كل شهيد والتأريخ لمراحل نضاله، ومختلف المعارك التي دارت رحاها بجبال الونشريس والظهرة.
ووفقا للسيد باشوشي، فإن توثيق سير الشهداء هو تتمة لعملية توثيق شهادات المجاهدين، حيث تمّ لحدّ الآن تسجيل أكثر من 100 شريط فيديو لشهادات مجاهدين بخصوص عديد المعارك، ومراحل النضال بالولاية الرابعة تاريخيا بالخصوص وإبان الثورة التحريرية بصفة عامة.
كما خصّص فرع أكاديمية الذاكرة الجزائرية بالشلف قناة على موقع «يوتيوب» وصفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» لمشاركة جمهور العالم الافتراضي مختلف الشهادات والمعلومات التاريخية التي تمّ جمعها، وهي المبادرة التي لقيت استحسانا من مختلف الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة.
وفي سياق متصل، يحتضن بهو المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالشلف معرضا لصور شهداء منطقة الشلف وسط إقبال ملحوظ، لاسيما بالنسبة لفئة الأطفال التي صنع فضولها للتعرّف على أسماء وقصة كفاح كل شهيد، مما يوطد أواصر التواصل بين جيل اليوم وجيل ثورة التحرير.
ومن المنتظر أن تتواصل هذه التظاهرة إلى غاية 23 من الشهر الجاري، على أن يتخللها محاضرات وندوات تاريخية وتقديم لعدد من المؤلفات في هذا المجال.