يجري حاليا بولاية بسكرة التحضير لفعاليات الملتقى الوطني الأول حول المسرح الرقمي، تحت عنوان: «النص والعرض المسرحيين من الواقعي إلى الافتراضي»، وهو من تنظيم أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية بالتنسيق مع مخبر أبحاث في اللغة والأدب والجزائري جامعة بسكرة، والمسرح الجهوي بسكرة، حسب ما كشفه المنظمون لـ»الشعب».
يقترح الملتقى الدولي الأول «المسرح الرقمي النص والعرض المسرحيين من الواقعي إلى الافتراضي»، حسب المنظمين «نقاشا علميا في طبيعة العلاقة بين المسرح والتقنية وإلى أي مدى يمكن للمسرح أن يستفيد من وسائط التواصل؟».
جاء في ديباجة الملتقى أنه: «لا يخفى على الجميع ما أحدثته الثورة الرقمية من تغيير في آليات الإنتاج الفني والأدبي بخاصة، إذ أصبح الفعل الثقافي يراهن كثيرا على المتاح التكنولوجي، ولقد منحت وسائط التواصل بكل أنواعها مساحات فسيحة جدا للمتلقي الافتراضي، ليس فقط من أجل التلقي التقليدي للفن بعامة بل كذلك للمشاركة في إنتاجه، بعدما ضمنت التقنية توفر إمكانية التفاعل المباشر بين المبدع والمتلقي».
وسيحاول المشاركون في الملتقى - الذي سيفصح عن تاريخ ومكان انعقاده لاحقا- الإجابة عن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل متغيرات العصر، والانتشار المستمر لاستعمال التكنولوجيات الحديثة وغزوها لكل مجالات الحياة بما فيها الفنون والثقافة: «هل تحقق التكنولوجيا عبر وسائل التواصل تفاعلا مباشرا؟»
وقد أثبت فن المسرح، وفقا لما جاء في الديباجة: «انفتاحه على التجريب وقابليته للتغيير، منذ الرؤية الأولى التي قدمها المسرح الدرامي، وصولا إلى المسرح الملحمي ثم الانفتاح على مختلف المدارس المسرحية، ولعلّ التهيئة التكنولوجية التي وفرتها وسائط التواصل ستفتح للمسرح مجالا حيويا لاستعادة حضوره بين الفنون، واستعادة متلقيه الخاص إن على مستوى النص أو على مستوى العرض».
وفي سياق متصل، جاء في الإشكالية المطروحة أن «فن المسرح قد اقتحم حياة الإنسان منذ تمكن بكل جرأة من الجواب عن سؤال الأسطورة، واضطلع بمسؤولية كاملة في إبراز كيفيات التفكير البشري، وقدّم بذلك متوسلا المحاكاة قراءة واعية جدا للواقع والممكن معا، وقد توسعت مساحات حضوره عندما أشرك المتلقي في الفعل المسرحي مع تجربة بريخت الرائدة في المسرح الملحمي».
في حين أصبح المسرح المعاصر اليوم يفقد المتلقي بشكل رهيب، الأمر الذي جعل الكثير من المهتمين يبحثون عن بدائل فنية على مستوى النص المسرحي، وكذا على مستوى العرض من أجل استعادة المسرح مكانته أبا للفنون.
ستعرض العديد من المحاور للنقاش خلال فعاليات الملتقى يذكر منها: «حدّ المصطلح والتأصيل النظري، المسرح الرقمي، التفاعلي، الوسائطي»، «النص المسرحي، الصراع التفاعلي والتأليف المتعدّد»، «العرض المسرحي، الممثل وفعل الأداء افتراضيا»، إضافة إلى محور «المؤثرات التقنية في صناعة رؤية سينوغرافية جديدة»، ومحور «رهان المتلقي الافتراضي في المسرح الجديد».