أزمة الاستمرارية خنقت التواصل والمجايلة

ذكرى رحيل رشيد ميموني تمرّ في صمت

بومرداس.. ز/ كمال

مرت الذكرى الـ27 لرحيل الكاتب والروائي رشيد ميموني هذه السنة في صمت كبير، ذكرت الجميع بظروف رحيله الأليمة بديار الغربة يوم 12 فيفري سنة 1995، فرغم مكانته في المشهد الثقافي الوطني كأحد أبرز الوجوه الأدبية التي تركت بصماتها بالعديد من الأعمال الخالدة، ورغم رفع التجميد على الأنشطة الثقافية بناء على تعليمة وزارة الثقافة، إلا أن أبواب الصمت كانت موصدة على مستوى المؤسسات والمراكز الثقافية بولاية بومرداس..

كانت هناك الكثير من المحاولات الجادة حتى من قبل بعض المثقفين والنخبة الفكرية على مستوى الجامعة المهتمة بالدراسات النقدية والأدبية، للتأسيس إلى تظاهرة ثقافية وموعد سنوي قار باسم الروائي الراحل رشيد ميموني، يكون بمثابة ملتقى جامع للأساتذة الباحثين والطلبة وكل الأسرة الأدبية المهتمة بالمجال من أجل التعريف أكثر بإبداعات الراحل وتشجيع الأبحاث الجامعية في هذا المجال، خاصة في ميدان الترجمة من اللغة الفرنسية التي أبدع بها الكاتب إلى اللغة العربية، قبل الارتقاء به إلى فضاء أوسع مغاربي ودولي مثلما وعدت به توصيات أشغال اليوم الدراسي قبل 6 سنوات من الآن.
لكن هذا الحلم بنظر الكثير من المبدعين قد تبدّد مثلما تبدّدت أحلام التأسيس لمهرجان ثقافي وطني قار ينصف ولاية بومرداس، سواء في المجال المسرحي الرائدة فيه بغياب صرح جهوي، أو في أحد الفنون الأخرى التي تليق بمقامها الفكري العريق، فجاء الاقتراح بإنشاء طبعة دولية باسم الراحل ميموني زينت ديباجة توصيات اليوم الدراسي المنظم شهر نوفمبر من سنة 2016 من قبل رابطة الأدب الشعبي بإشراف مدير الثقافة آنذاك جمال فوغالي ورئيس الملتقى الروائي عبد الحميد بورايو المتخصّص في الأدب الشعبي، مع التأكيد «أن المقترح قد تلقى الموافقة والرعاية الرسمية من قبل والي الولاية لتقديم كل الدعم والمرافقة» لكنها في النهاية بقيت مجرد فكرة عابرة ككل الأفكار غير الناضجة.
كما تكرّر الحديث عن المبادرة في مواعيد أخرى نظّمت على شرف الروائي رشيد ميموني خلال يوم دراسي احتضنته دار الثقافة، التي تحمل اسمه في مثل هذا الشهر من سنة 2018 بحضور روائيين جزائريين بارزين وعدة وجوه أدبية وفكرية وطلبة الجامعة على رأسهم عبد الحميد بورايو صاحب فضل ترجمة رواية «النهر المحول» التي صدرت سنة 1982 إلى اللغة العربية والحبيب السايح الذي قام أيضا بترجمة «رواية «شرف القبيلة» الصادرة سنة 1984، حيث تمّ تجديد الدعوة إلى «ضرورة الاهتمام أكثر بأعمال رشيد ميموني والعمل أكثر على ميدان الترجمة من أجل السماح للطلبة بمعاهد الأدب للوصول إلى هذه الإبداعات والاشتغال عليها أكثر في مجال البحوث ورسالات التخرّج».
في نفس السنة أيضا وخلال شهر نوفمبر تاريخ ميلاد الكاتب، حاولت مديرية الثقافة لولاية بومرداس تنظيم ملتقى فكري بأبعاد دولية تحت شعار «قطائع وتجديدات» بالتنسيق مع جامعة الجزائر2 في محاولة للخروج من الرمزية والقوقعة المحلية، إلى رحاب العالمية بالنظر إلى المكانة التي يحتلها الروائي ضمن دائرة الأدب المكتوب باللغة الفرنسية، لكنها لم ترق إلى مستوى التطلعات وحادت عن الاستمرارية التي تبقى العائق الأكبر في مثل هذه التظاهرات، والدليل هو غياب أدنى نشاط بمناسبة انطفاء شمعة صاحب رائعة «طومبيزا»، «الربيع لن يكون إلا أجمل» وغيرها من البصمات الأخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024