الثانية في مسابقة «حسن لحنفي»، لبنى مجرقي:

أكتب بتريّث لأكسب النّص قوّة وعذوبة

حوار: سارة بوسنة

- سألج قريبا عالم الرّواية لتجسيد تجارب حياتية

تستلهم قصائدها من الواقع المعاش، استطاعت عبر أعمالها الأدبية والشّعرية التعبير عن ما يحتاجه الأشخاص من حب وحنان واهتمام، هي الشاعرة الشابة لبنى مجرقي، التي فتحت في هذا الحوار قلبها لـ «الشعب» لتكشف من خلاله عن أهم مميزات نصوصها الشعرية، والمؤثّرات التي ساهمت في تكوين اتجاهاتها الأدبية.



- الشعب: في البداية أجدّد لك التهاني على نيلك المرتبة الثانية دوليا في مسابقة «حسن لحنفي»، أما سؤالي هل سبق وفزتي بجوائز دولية؟
--  لبنى مجرقي: شكرا لك أختي الفاضلة على التهنئة، بالفعل لقد تحصّلت منذ أسبوعين على المرتبة الثانية في مسابقة حسن لحنفي في الشعر العمودي التي نظّمتها جمعية النخبة الدولية الواقع مقرها في دولة العراق، وهذه الحائزة ليس الأولى، فقد تحصلت على العديد من الجوائز محلية وطنية وحتى عربية في مختلف مشاركاتي، ومن بينها حصولي على المرتبة الأولى في مسابقة الالقاء الشعري المنظمة من طرف واحة الإبداع.

- القارئ يلاحظ أنّك متمكّنة من مختلف الأنواع الشّعرية الشعر العمودي والشعر الحر، أيّهما الأقرب إليك؟
-- النّوع الأقرب إلي من دون أدنى شك هو الشعر العمودي، والذي أجد فيه تجسيدا إن صح تعبيري لطاقتي ومَلَكَتي الإبداعية الشعرية في رصانة وفصاحة الكلمات، التي تنبثق كإشراق يتلألأ ليجذب أذواق القراء الشغوفين بما أكتب، وهذا يحسب لي بكل تأكيد وأتشرّف بذلك ولا يزيدني إلا تشجيعا لمواصلة دربي الأدبي، الذي أكنّ له عشقا أبديّا لا راحة لي إلا به وبمعيّته.

-ومن أين تستلهمين قصائدك؟
--أستلهم قصائدي من الواقع، فالواقع بكل ما يحتويه يُلهم القرائح بما فيها الشعرية، وعلى سبيل ما تراه العين والبصيرة، مثال نذكر حاجة شخص ما إلى ما فقده من معنويات كالحب، الحنان، الاهتمام (المعنوي)...، والماديات كحاجته لمسكن أو رعاية أو احتضان وتكفل، هنا الإلهام لا يستشيرنا للكتابة .

- كيف تقومين بعملية الكتابة؟ هل تحتاجينها لوقت وتريث أو أنّها مسألة بديهية؟
-- أقوم بعملية الكتابة ولو أنّها بديهية، أكتب بتريث لأكسب النص ما يستحق من قوة وعذوبة لتلائم ذوي الأذواق والاحساس المرهف.

- من هو أكثر شاعر ألهمك سواء من شعراء الجاهلية أو من الشّعراء المعاصرين؟
--  الشاعر الذي ألهمني من الشعراء الجاهلين هو الشاعر عنترة بن شداد العبسي الذي يقول: يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي
إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا
وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ
يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا
ومن الشّعراء المعاصرين الشاعر الجزائري العربي حاج صحراوي أحببت أن أقرأ له بيتين:
كيف يهوي بالأديب الكبرياء  
وهو دوما حيثما كان سماء
إن بكى فالدمع من مبتسم
أو زها فهو تحداه البكاء.

- نرى بأن قصائدك متباينة المواضيع، فما هي المواضيع الرئيسية التي تناولتها في كتابك موانئ الحلم؟
-- تناولت المواضيع الذاتية كأن أذكر مثلا قصيدة «بدا حلمي كطائر» التي أقرأها على مسامعكم ومسامع المشاهدين الأكارم:
بدا حلمي كطائر
تلاشـى الحلمُ فـي أبَدٍ فَضَاعْ
لِينأى صدفةً وبـلا وداعْ
فما عـادَ اسْتِنَاسًـا مُستنيرًا
بصيصٌ قـد تفنّنَ في الحداعْ
فما يبدو علـى الآفـاق نورٌ
تجلّــى النـّورُ زيفًــا للشّعـاعْ
وهذي السُّفْنُ سُفْنُ الرّيحِ تـاهتْ
فمـا عادَ الشّراعُ لها شراعْ
وهـذي فجوةُ الظّلماءِ صارتْ
بحالِ الحالِ دومًا في اتّساعْ
كـذا صخَبُ الحيـاةِ يصمُّ سمعًـا
فخان السّمعَ طيبُ الاستماعْ
صراعُ الحلمِ بينَ البينِ أضحَى
يتيــمَ الانتشـالِ يفي الضياعْ
سؤالي: ذاك حلمي كيف يُروى؟
إليـكَ الحِملَ عنّي يا يراعْ
لأنّي ضِقْـتُ ذرعًا من ضياعي
كما حلمي كلامي ذاكَ ضـاعْ
كذلك الموضوعية كظاهرة الاختطاف التي صارت مؤخرا في وطننا الحبيب، والتي تجلّت في قصيدة «حزنٌ وشكوى»:
حزنٌ وشكوى
يا صبرُ كَفْكِفْ دمعَ أمّ لا لهــا
إلّا الأماني فــي وليـدٍ مُبتـلَا
هــو بالرّدى إنْ غـــابَ، إلّامرّة
لـكنّها تلقاهُ دومًـا مقتلَا
أمّا الأبُ الحيرانُ يجثـو هـامدًا
مستغرقًا في ما يلي إذْ أقبلَا
ما ذنبُ طفلٍ في نوايا الخطفِ قُلْ؟
يـا مُرهبًا إذْ كنت جورًا جاهِلَا
فالطفلُ يبقى برعمًـا تحت النّدى
غضًّـا طـريّ العودِ حبًّا كُلّلَا
ما الحالُ إن لاقيتَ موتكَ آثِمًـا
فالقبـرُ ضيـقٌ نـالَ عتمًا مُثْقِلَا
والأهلُ نفسٌ من أسى لا ترتضي
إلّا جحيمًا قـادمًـا بل مُـرسلَا
للهِ صرنــا نشتكـي جرمًــا طغى
خطفًا يليهِ الخطفُ حتّى استفحلَا
كـم مقتـلًا في حـقِّ أكبـادٍ لنـا
حتـى مللنَـا الجرمَ كمًّـــا هـــائلَا
يكفي قصاص الشّرعِ في هديٍ لهُ
لكــنْ ستارُ الوضعِ يبقَى مُسدلَا

- تكتبين كثيرا للأوطان لماذا؟ وما أهمية هذا أو ما هي القيمة المضافة؟
-- أكتب كثيرا للأوطان ولأنّنا عرب لا يسعني إلا أن أكتب وفي شتى المواضيع، عن حب فلسطين ومؤازرة بلدي الجزائر لها، عن سقوط العراق، وعمّا حدث في بورما، إن ما في القلب لا تكفيه صفحات المجلدات بكل تأكيد.

-بعد الشّعر هل ستتّجهين للأنواع الأدبية الأخرى؟
-- نعم سأتّجه للرواية وأفكر أيضا في تجسيد تجارب الحياتية على شكل مقولات، لأتقرب من خلالها لمن يعشق المختصرات الإبداعية.

- رسالتك لكل الشّعراء الهوّاة الذين يرغبون في خوض مضمار الشعر؟
-- نصحيتي التي أعتبرها من أهم النصائح ألَا وهي المطالعة والتكثيف منها، لأنها تساعد كثيرا الشاعر على صقل موهبته الشعرية، ومع الاستمرارية وقصيدة تلو أخرى سيلاحظ التغيير إلى الأحسن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024