عرف المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضريين بعنابة، مشاركة قوية لنخبة من نجوم الفن الجزائري والعربي، على حد سواء، حيث اعتلت المنصة على مدار الفعالية عديد الأسماء اللامعة التي أنعشت ليالي بونة وأمتعت سكانها بأروع الأنغام وفي مختلف الطبوع.
على خشبة المسرح الجهوي عزالدين مجوبي كان الموعد مع المالوف، الأندلسي، الموشحات، الترانيم الصوفية، الأغاني الرايوية وغيرها... واستمتع الحضور بأغاني حمدي بناني، ديب العياشي، الباجي بحري، نصرالدين غاليز، وفنانون آخرون من الجزائر، فضلا عن أسماء أخرى من خارج الوطن، حيث أحيت في اليوم الأخير من التظاهرة الفنية السوبرانو سميرة القادري من المغرب حفلا فنيا، مرفوقة بجوقها «أرابيسك»، أين استهلت الفنانة المغربية وصلتها الغنائية بأداء مقطوعات مأخوذة من التراث المغربي منها «رحماك» و»لحبيبي أرسل السلام» قبل أن تواصل بنوبة دزايري لنور الدين سعودي الذي قدمته على أنه «زرياب المغاربي».
ومن خلال صوتها المميز وحضورها الوقور على خشبة المسرح الجهوي عزالدين مجوبي، أخذت المطربة سميرة القادري الحضور في رحلات تاريخية عبر التقاليد الأندلسية من خلال أدائها لـ»لما بدا» و»ليس في وجودي من يقول ربي» للشاعر ابن العربي و»قم بنا حالا» و»سعد الذي ترى الحبيب»، حيث أدت المطربة سميرة هذه الوصلة الأخيرة بمعية جوقها الموسيقي باللغة الإسبانية الخاصة بالقرون الوسطى وباللغة العربية، وهذا في مزيج بين المشرق والمغرب وهي الوصلة التي استحقت التصفيقات الحارة للجمهور.
وفي نهاية وصلتها الغنائية، عبّرت سميرة القادري عن ولعها بالموسيقى وأبحاثها في هذا المجال من أجل إعادة إحياء «رصيد قدماء شبه الجزيرة الإيبيرية» وأدائها بشكلها الأصلي بـ»الآلات الموسيقية لتلك الفترة».
كما اعتلت المنصة بعد القادري، الفنانة دنيا الجزائرية، حيث قدمت وصلات من المالوف العاصمي، وذهبت بجمهور المهرجان بعيدا في محاولة للربط بين الفسيفساء الفنية التي صنعها فنانو المالوف على ركح عزالدين مجوبي، بينهم لطفي بوشناق كبير الأغنية الحضرية، والذي أمتع بدوره جمهور المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضريين بصوته العذب وأغانيه الراقية.
وبنفس الحجم والحضور امتلأت قاعة ركح مسرح عزالدين مجوبي عن آخرها ، حين نشط الفنان الكبير عزيوز رايس، من الجزائر العاصمة، وصلات غنائية أبدع في أدائها، وسط هتافات وتصفيقات الجمهور، حيث تميزت بحضور العديد من العائلات التي قدمت من الولايات المجاورة، والتي استمتعت أيضا بأغاني جمال زياني من الجزائر العاصمة ومنوعات قبائلية من أداء الفنان ماسي من تيزي وزو، بالإضافة إلى الفنان الشعبي رضا عرفاوي من عنابة.
وفي سياق متصل، نظم، نهاية الأسبوع، بساحة الشهداء بالبوني حفل بهيج، أحيته فرقة «العيساوة» وذلك تزامنا مع السهرات الرمضانية من المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية، والذي تواصل إلى ساعات متأخرة من الليل، كما شاركت في نفس السهرة «فرقة الراي الشبابي»، والتي أطربت الحضور وتراقصوا على أنغامها.
وعلى هامش الحفل، أقيمت عروض مسرحية وبهلوانية، نظمت من طرف دار التفافة بالبوني، كما برمجت مصالح البلدية حفلات ساهرة كل أسبوع طيلة الشهر الفضيل، وذلك بغية الترفيه عن المواطنين.
وقد عبّر عدد كبير منهم عن استمتاعهم بهذه الليالي، خاصة وأن الكثيرين منهم يقضون يومهم بالمنزل، وأن هذه الحفلات ترفه من حين لآخر عن نفوسهم وتبعث في قلوبهم البهجة والسرور..
من جهة أخرى، عبّرت شريحة من المواطنين القادمين من مختلف ولايات الوطن لقضاء الشهر الفضيل والعطلة الصيفية بعنابة عن فرحهم، خاصة وأن هذه الحفلات شملت أيضا شواطئ الولاية، مؤكدين على سيرها في جو حسن ومنظم بعيدا عن الفوضى والمناوشات التي تشهدها عادة معظم الحفلات الليلية، وذلك نتيجة تسخير الوسائل المادية والبشرية وسهر رجال الأمن على سلامة المتواجدين بهذه السهرات الرمضانية العائلية.
مهرجان الموسيقى والأغنية الحضريين يمتع سكان بونة
عمالقة الفن العربي على الركح وحضور كبير للعائلات الجزائرية
عنابة: سمير العيفة
شوهد:1034 مرة