لم يتأخر بعض الشعراء المدعوين إلى جلسة السمر الأدبية، المنظمة من طرف دار الثقافة «حسن الحسني بالمدية» في التعبير عن تضامنهم القوي مع الشعب الفلسطيني وغزة الجريحة.
قدم ضيف المؤسسة الثقافية الشاعر «عبد الكريم العيداني» من ولاية برج بوعريرج في بداية اللقاء عدة قصائد منها «فلسطين» ، «ميدان التحرير» و»سلمى».. هاته القصيدة التي قال بشأنها بحضور عدد من أصحاب الكلمة المعبرة ومحبي عالم القافية «أحب أن أقرأها في كل الملتقيات»، كما قدم أيضا مقتطفات شعرية عن قصيدته «عزف منفرد».
ورحب «منير عيسوق» مدير دار الثقافة حسن الحسني، بكل من لبى دعوة مؤسسته في رحاب المكتبة المركزية، التي زينت جنباتها بألواح فنية معبرة في ديكور جلب أنظار وإعجاب الحاضرين، آملا في هذا اللقاء الأول من السهرات الرمضانية أن تكون جلسة السمر القادمة أكثر إقبالا وتنوعا، مختتما تدخله بأن ولاية المدية فعلا محظوظة بمسؤوليها ونخبها.
كما عبر بعض الحضور من المسؤولين عن سعادتهم لحضور اللقاءات الأدبية، كما أبدوا إعجابهم بنوستالجيا اللقاء ونكهة هذه القعدة السمرية.
كما قدم منشط السهرة أبياتا من قصائد الشعر الملحون، حيث غاص بطريقة ذكية في خبايا التجربة السوفية، معتبرا بأن ما قدمه الشاعر البرايجي عيداني وباقي المشاركين من الجيلين معبرا.
في شق آخر قدم الشاعر والقاص عيسى بن محمود ، جزءا من مشروع روايته «الفلوجة» واصفا إياها بمدينة المساجد، وأشبه بتلك السيدة الجالسة على الرمال، مؤكدا في حديثه العرضي أمام مستمعيه بأن هذه السفرية، سمحت له بأن يحط الرحال لأول مرة بهذه الولاية، مبديا إحساسه الدافئ وكأنه ولد بها، مبررا ذلك بطيبة المكان أو روحانية ليالي رمضان وكرم سكانها.
وكشف في سياق حديثه بأن هذه الرحلة ستمكنه ربما من إنتاج عمل ما، معتبرا بأن من لم يزرها في هذا الشهر الفضيل فقد ضيع الكثير من حياته، مبديا تأثره العميق لما يحدث في غزة الجريحة.
من جهة أخرى وفي سياق الاحتفال بهذا الشهر الكريم، رحب الشاعر عبد القادر فكريني من قصر البخاري بصديقه الشاعر عيداني، مؤكدا له بأنه بات واحدا من أبناء هذه الولاية بدون منازع، وقدم أمام الحضور قصيدة شعرية من الملحون، تغنى فيها بمسقط رأسه «بوغار» الفخر والاعتزاز، وكذا بأبطالها أمثال الراحل «بوبقرة»، الذي قال عنه بأنه قد ترك تاريخا ثريا وراءه.
كما قدم فكريني قصيدة أخرى بعنوان «خريف البلاد سموه بالربيع.. وأي تيس يسلح للقطيع»، في حين ثمن الشاعر زوبير قويدري من المدية مثل هذه المبادرات على أمل أن تكون هناك استمرارية، وسط لمة الأحباب والأخوة، كاشفا جراح القدس في موقف تضامني عبر قصيدة بعنوان « بيد الأقدار».
من جانب آخر قدم الشاعر مروان بن رمضان قصيدة بعنوان «برقية إلى رسول الله» ثم قصيدة غزلية هزت مشاعر وروحانية الحضور، ثم أجزاء من القصيد بعنوان «كفر» و»في المتحف»، مؤكدا بأن الشاعر لا يمكن أن يكون ملكا لنفسه، لتتواصل هذه الجلسة الأدبية بقصيدة من قبل الشاعرة الواعدة «زهور بن تلمساني» من خلال عنوان «فلسطين ثورة العظماء»، متبوعة بعد ذلك بالشاعر «سليمان قاصد» مكتفيا بإلقاء بعض الأبيات من قصيدته بعنوان «أميرة» تاركا المجال لمنشط هذه الجلسة السمرية محمد صفاح الذي قدم بدوره قصيدا بعنوان «زنزانة الصمت» ليفترق الجمع بعد ذلك على أمل اللقاء في محل أدبي آخر بحر الأسبوع القادم.