تشهد خشبة المسرح الوطني الجزائري محيي باشطارزي، أمسية اليوم، وعلى مدار ساعة وعشرين دقيقة، أكبر عرض مسرحي بعنوان «بوستيشة» للمخرج أحمد رزاق، حيث يشارك فيه ما يقارب 170 فنان من مختلف ولايات الوطن، ووفق رسالة إنسانية راقية تزامنت وذكرى تأسيس المسرح الوطني الجزائري الـ 59، سيذهب ريع هذا العمل الثقافي الضخم إلى أطفال مرضى السرطان.
صرّح محمد يحياوي المدير العام للمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، بأن المسرح الوطني الجزائري بمعية الديوان الوطني للثقافة والاعلام إلى جانب 9 مسارح جهوية، رافقوا هذا العمل الكبير الذي اقترحه وبادر به المخرج احمد رزاق والفنانون من أجل إنتاج هذا العرض الكبير، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع فريق العمل على أن يكون تاريخ العرض موافقا للذكرى الـ 59 لتأسيس المسرح الوطني، وبالتالي ارتأوا أن يتم تقديم هذا العرض ابتداء من اليوم إلى غاية 10 من الشهر الجاري، تخليدا لهذا الصرح الذي نهض بمهامه الفنية والثقافية، وانخرط في الحياة العامة للمجتمع مشخصا همومه ومعاناته، ومعبرا عن طموحاته وأحلامه.
ومن جهته اعتبر المخرج أحمد رزاق بأن العرض ما هو إلا نتاج هبَة ثقافية تضامنية إنسانية لخيرة أبناء الوطن من فنانين وأصدقاء، والذين تفاعلوا مع المنشور الذي كتبه على صفحته الشخصية بمنصة فيسبوك، حيث اقترح تجسيد فكرة فنية موسومة بعرض عمل مسرحي، وكما جاء على لسانه في هذا السياق: «بعدما طلبت من خلال محتوى المنشور مشاركة كل الفنانين والاصدقاء في عمل، أحببت أن أجسّده وفق تصميم فكرة رائدة في عالم المسرح الجزائري، جاء الرد قويا من طرف هذا «التراث البشري»، الذي يتمثل في ما يقارب 170 فنان من جميع ميادين الفن ومن كل الاختصاصات»، كما أضاف بأن العرض المسرحي «بوستيشة» هو عمل تطوعي بدون مقابل، حيث من خلاله يرمي فريق العمل إلى بعث رسالة تعاطف انسانية بطريقة فنية راقية تضمّنتها فكرة يقودها جيش من الفنانين أجمعوا على مواساة شريحة أطفال مرضى السرطان التي تكافح من أجل الحياة.
أما ملخص العرض «بوستيشة»، والتي تعني في بعض مناطق الوطن «المعضلة»، ينطلق من تطور أحداث قصة وقعت في ساحة عمومية لحي من أحياء المدينة، أين يتسبب شخص في كسر إنارة الحي ليزداد بعدها المشكل البسيط تطورا ويتحول إلى مسألة معقدة تصيب جميع السكان بعدوى الكراهية، وينتقل الخصام من مجموعة أفراد إلى خصام عائلات،ليتأزم الوضع بسبب كسر مصباح صغير.
للإشارة، تم الاعلان عن مسرحية «بوستيشة» التي تعرض لأول مرة، مساء اليوم، على الساعة الخامسة مساءً، وتستمر إلى غاية 10 من ذات الشهر، في ندوة صحفية بنادي «امحمد بن قطاف» نشّطها المدير العام للمسرح الوطني، المدير العام للديوان الوطني للثقافة والاعلام، ومخرج ومؤلف المسرحية أحمد رزاق، إلى جانب بعض من فريق العمل من بينهم ثلاثة من مساعدي الاخراج بوحجر بوتشيش، محمد مراد مولاي ملياني، عدلان بخوش، الكوليغرافي سليمان حابس والموسيقي محمد زامي.