لا يزال جمهور بونة يستمتع ككل سهرة رمضانية هذه الأيام بالوصلات الغنائية والمقامات الفنية من طابعي الحوزي والمالوف، ضمن المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية اللذان يعكسان التراث الموسيقي الجزائري العتيق.
أبدع ليلة أول أمس، الجوق النسائي لـ»جمعية أحباب الصادق بجاوي» من بجاية خلال السهرة الثانية من سهرات المهرجان الوطني للأغنية والموسيقى الحضرية، وهو الجوق الذي تأسس سنة 1963 في أحضان معهد الموسيقى لبجاية بمبادرة من الشيخ الصادق لبجاوي، حيث تم تسطير برنامج لهذه المجموعة يهدف إلى بعث وتثمين التراث الثقافي لهاته الشخصية الفنية العريقة. ويسعى أفراد الجوق إلى نشر التراث الموسيقي الوطني من خلال تعليم المئات من التلاميذ المسجلين في ورشات مختلفة لتلقين فنون الموسيقى والعزف على مختلف الآلات.
كما نشطت السهرة أيضا الفنانة نادية ياسمين ذات الـ55 سنة، والتي بدأت مسيرتها الفنية سنة 1992 وفي رصيدها ما يزيد عن 30 ألبوما غنائيا بين المفرد والثنائي، حيث أمتعت الجمهور العنابي بوصلات غنائية في طابع الحوزي والطبوع الغنائية العاصمية والسطايفية، تلاها الفنان السكيكدي فاتح روانة الذي عشق فن المالوف وأداه منذ صغره وفي حوزته لحد الآن حوالي 06 ألبومات تضم أهم أغاني المالوف التراثي، وهو واحد من الفنانين الذين ينتهجون مسار التجديد في موسيقى المالوف، كونه يهتم بتلقين وتعليم فن المالوف للناشئة لإيمانه بأن الفنان الحقيقي لا يكتفي بالغناء والأداء فحسب ولكن بالبحث والتعليم أيضا.
وأكد الفنان السكيكدي فاتح روانة أنه مُعجب بمثل هذه التظاهرات والمهرجانات التي تجمع بين كبار الفنانين من مختلف ربوع الوطن، كما أنها فرصة لتبادل الأفكار الثقافية والرصيد الفني بين الفنانين،
وأضاف بأنه منبهر بمشاركة الشباب في هذه الطبعة، معتبرا ذلك بمثابة وسيلة ناجعة للحفاظ على التراث والأغنية الحضرية بينهم.
وقد اختتمت السهرة بوصلات غنائية في طابع المالوف العنابي من إحياء الفنان عمار قطاش صاحب 54 سنة، والذي انطلق في مسيرته الفنية منذ 1984، حيث شارك في عدة مهرجانات وتظاهرات فنية محلية ووطنية.
تواصل مهرجان الأغنية الحضرية وسط دعوات بتمديده لآخر رمضان
سهرات فنية رائعة يصنعهـا فنانـو المالوف وجمهور عنابـة
عنابة: سمير العيفة
شوهد:1366 مرة