تألّق مخطوط «منازل الغائبين: على خُطى المقيمين في الغياب» للزميلة الإعلامية والكاتبة زهية منصر بافتكاكه المرتبة الأولى لـ «جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة» في دورتها العشرين (2020 – 2021) في فئة الرحلة الصحفية التي نظمها المركز العربي للأدب الجغرافي.
كشفت زهية منصر في تصريح لـ «الشعب»، أنّ «الكتاب عبارة عن سلسلة رحلات أو ربورتاجات صيغت بمزيج بين لغة الصحافة والأدب، وأشارت إلى أنّ الكتاب يحمل جانبا ذاتيا عن مختلف مناطق القبائل بجاية وتيزي وزو، تعمّدت أن يكون فيها مدخل الحكاية عن منطقة من خلال رمز من رموزها ثقافيا وفنيا وتاريخيا، والتي عانت هي وأعمالها وإنجازاتها من التهميش والإقصاء والتغييب محليا، بالرغم من توهج بريق نجمها عالميا.
فعند الحديث مثلا تضيف الكاتبة «عن ايت يني أتحدث عن الأديب والباحث في اللسانيات الأمازيغية مولود معمري، وعند الحديث عن إيغيل علي أتحدث عن الكاتبة الطاوس عمروش، وعند الحديث عن أغزر امقران أتحدث عن عبر الرحمان بوقرموح وهكذا..ليبقى الهدف هو التعريف بالشخصيات والرموز الثقافية لمنطقة انتمي إليها».
وعن تيمة النص: الغياب، فسرت منصر أنّها «استدلال على أنّ كل هذه الشّخصيات غيّبت في اللغة الرسمية للبلد، كون أغلبها تكتب بالفرنسية وغير مترجمة للعربية، كما أنّها غيّبت في الجغرافيا لأن غالبيتها عاشت خارج الوطن الأغلب، فيما غيب البعض الآخر أيديولوجيا وسياسيا على غرار عبد الرحمان بوقرموح، الذي انتظر مثلا 57 عاما من أجل فيلم الربوة المنسية».
وحاولت زهية من خلال عملها الصحفي المجموع اليوم في المخطوط الفايز أن تنفض الغبار عن أيقونات منطقة القبائل، وعن مراجعها وحياتها مستفزة بذلك عقودا من النسيان والتهميش. وتقول منصر في هذا السياق «للأسف إن الطاووس عمروش غير مترجمة ولم يعد لها الاعتبار إلا في المهرجان الإفريقي، مولود معمري غير مترجم للعربية هو الآخر، وعبد الرحمان بوقرموح لا أحد يعرفه تقريبا، فيما ماتت المطربة حنيفة وحيدة وأصبح معطوب الوناس ملعونا».
ويعتبر «منازل الغائبين: على خُطى المقيمين في الغياب» الكتاب الثاني لزهية منصر، بعد كتاب «يوم التقيت البيرتو مورافيا في الصحراء»، والذي فاز هو الآخر بجائزة ولد الشيخ لنصوص الصحراء.
للإشارة، فقد فاز «منازل الغائبين: على خُطى المقيمين في الغياب» من بين 12 عملا لكتاب ومحققين ومترجمين من مصر وسوريا والعراق واليمن والإمارات وتونس والمغرب وتركيا. وقد أعلن المركز العربي للأدب الجغرافي أن الأعمال الفائزة ستصدر لاحقا عن دار السويدي في سلاسل «ارتياد الآفاق» للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة والدراسات، بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.