تعزّز رصيد الكاتبة نسيمة بن عبد الله الأدبي، مؤخرا، بثلاثة أعمال جديدة تضمّنت مجموعتان شعريتان بعنوان «قطرة حب» و»تغاربد» ودراسة موسومة بـ «الإعلام الثقافي..إضاءات في كتابات صالح زايد».
كشفت الكاتبة المتميّزة نسيمة بن عبد الله، أنّ أعمالها الجديدة صدرت نهاية أكتوبر المنصرم، عن «دار خيال للترجمة والنشر»، مشيدة في سياق تصريحاتها لـ «الشعب» بتعاون ومرافقة واحترافية طاقم الدار، وعلى وجه الخصوص مدير النشر الشاعر الأديب رفيق طيبي.
جاءت المجموعة الشّعرية الأولى «قطرة حب» في 116 صفحة تحمل بين سطورها أبيات لـ 34 قصيدة، فيما ضمّت مجموعة «تغاريد» 33 قصيدة، وأفصحت بن عبد الله بالقول إنّ «قصائد المجموعتين كتبت في فترات مختلفة وأحيانا متباعدة»، مضيفة «كتابة الشعر عندي تزامنت مع كتابة القصة، لكن كنت أفضّل أن أحتفظ بما أكتب لنفسي، ولكن تحت إلحاح بعض الأصدقاء والصديقات كالعادة، وعلى رأسهم الهام بورابة ارتأيت أن أغامر بنشرها».
كما اعتبرت نسيمة بن عبد الله «قطرة حب وتغاريد» بمثابة رحلة في الذات، وذكريات على الطفولة وبهجة الزمن الجميل وأسى الخذلان، مشفوعة بطموح الصغار والكبار، وأيضا صوتها الآخر الذي يرافق كتابة القصة والقصة القصيرة جدا».
وتحاكي الكاتبة من خلال قصائد المجموعتين روح الوطن وصوت الشهداء الممتد على صفحات المجموعتين، أما بالنسبة للكتاب الثالث «الإعلام الثقافي..إضاءات في كتابات صالح زايد»، ارتأت صاحبتها أن تكشف عن فحواه من خلال تقديم الدكتور محمد سليم قلالة الذي كتب: «أرى الإعلامي صالح زايد رحمه الله اليوم حقيقة موجودا، ما دام فكره يدرس ويحلّل ليصبح موسوعة فكرية يقتدى بها من طرف القديم والحديث..الرجل الوطني..صاحب الرّسالة الإعلامية النبيلة، كانت رؤيته استشرافية، وما الاستشراف إلا لذوي العقول الراقية، وأصحاب الفراسة».
صدر الكتاب بعد سنوات من الجهد الكبير في 414 صفحة، مقسّمة إلى إحدى عشر فصلا، احتفظت الكاتبة في أغلبها بالعناوين التي وظّفها صالح زايد في كتاباته، فيما حملت بدايته شرح كل الظروف التي أحاطت بإصداره مع ذكر كل الذين كان لهم يد المساهمة في إخراجه إلى النور ولو بكلمة، ثم فصل من الميلاد إلى الرحيل، إلى جانب كلمة مختصرة عن حياة الإعلامي رحمه الله، الذي كانت حياته سفر وجع، بين المد والجزر بمحطات عاشها في يومياته.
ويأتي بعدها فصل كتابة تاريخ الثورة مسؤولية كل مثقف، هذه النقطة التي كانت تشغل فكر الإعلامي الغيور على وطنه، ولكنه لم يتوقف فقط عند هذه المحطة، إذ توسّع في أفكاره وطروحاته التي جاءت في فصل «قضايا الثقافة والقضايا العربية الراهنة»، وقد قدّم دراسة استشرافية لو أخذت بعين الاعتبار لما وصلت الأمة العربية عامة، والجزائرية خاصة إلى ما وصلت إليه الساحة الإعلامية والثقافية اليوم، وكما جاء في فصل التغطية الإعلامية (رسالة سكيكدة)، الإرهاب..هذا المصطلح الضائع بين الأصوات المتنافرة، قضية وموقف، عرض الكتب وتقديمها، وقالوا عن صالح زايد..وفي الأخير نجد فصل الملاحق (مقالات صالح زايد)، وما زاد الكتاب شمولية وتعمّق هو فصل عصير الأعمدة (نماذج مصوّرة من مقالات صالح زايد)، فضلا عن الهوامش التي أدرجت لكل فصل كإحالات، والتي تحيلنا على الكثير من الشروحات استقيت من مراجع مختلفة، كما تضمّن الكتاب ملاحق مقالات صالح زايد في مختلف أبواب كتاباته، وصورا لبعض من الجرائد الوطنية التي كتب فيها على غرار «المجاهد الأسبوعي»، «النصر» و»الشعب» جعلتها بين يدي القرّاء لبنة أولى في البحث فيما كتبه، وما كتبه غيره من إعلاميّي الأجيال السابقة.
وإضافة إلى الإصدارات الجديدة، أعلنت نسيمة عن ترجمة مجموعتها من القصص القصيرة جدا «في الجيد لهب» إلى الفرنسية من قبل الأديب أحمد ختاوي.