توشّحت مواقع التواصل الاجتماعي بالأسود حدادا على رحيل قامة من قامات الفنّ الجزائري، وعميدة الأغنية الجزائرية الفنانة سلوى التي غادرت هذا العالم تاركة ورائها فراغا في الوسط الفني، حيث رثاها محبيها وعشاقها وكل من عاصر أغانيها التي أطربت بها الصغير قبل الكبير، لتخلد اسمها بحروف من ذهب، ويكون رحيل الفنانة على مواقع التواصل هو الغالب، ليوم أمس، كفرصة لوداعها لكل من لم يتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة عليها وتشييعها إلى مثواها الأخير..
شخصيات فنية ورياضية وسياسية وإعلامية، لم تفوّت فرصة الإشادة بمناقب وخصال فقيدة الساحة الثقافية الفنانة سلوى، والتغنّي بمسيرتها الفنية التي تجاوزت 60 سنة، لتكون قدوة للجيل الصاعد من الفنانين والسير على خطاها حفاظا على هذا الموروث الفني حتى لا يرحل برحيل من أبدعوا فيه.
رصيد هائل من الأعمال الفنية
كتبت الفنانة حسناء هيني على صفحتها «وبشر الصّابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة، قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون، تلقينا ببالغ التأثر والأسى نبأ وفاة المشمولة بعفو الله ومغفرته، الفنانة القديرة المرحومة فطومة لميتي المعروفة باسم سلوى، تغمّدها الله بواسع رحمته، أحرّ تعازينا وأصدق مواساتنا في رحيل واحدة من عمداء الفنّ بالجزائر، والتي خلفت رصيدا هائلا من الأعمال الفنية الجميلة والراقية، ساهمت من خلالها في إثراء الخزانة الفنية الوطنية وأكسبتها قاعدة جماهيرية عريضة من المعجبين والمحبّين للفنّ الجميل، سائلة الله العليّ القدير أن يعوّضهم في رحيلها جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يتغمّدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته».
بصمت على تاريخ فنّي أصيل
لم تفوّت الرياضية سليمة سواكري فرصة تقديم العزاء في رحيل أيقونة الجزائر الفنانة سلوى، لتكتب بدورها على صفحتها «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وبمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المغفور لها بإذن الله الفنانة القديرة المرحومة فطومة لميتي المعروفة بـاسم سلوى، الفنانة الشاملة التي بصمت على تاريخ فني راقي وأصيل أثرى الساحة الفنية الجزائرية وسيخلّد ذكراها دائما.
وأمام هذا المصاب الأليم، لا يسعني إلاّ أن أتقدم بخالص التعازي وصادق المـواساة إلى عائلة الفقيدة وكل محبيها وإلى كافة الأسرة الفنية، متضرعة إلى الله العلي القدير أن يتغمّدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته ويلهم أهـلها وذويها جميل الصبر وحسن السلوان.
إحدى كبيرات الفن والطرب الأصيل
ومن جهته، كتب عبد الرحمن سوالمي رئيس المجلس الشعبي الولائي البليدة «إلى عائلة الفنانة القديرة المرحومة فطومة لميتي المعروفة باسم سلوى رحمها الله، يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي، صدق الله العظيم.
بقلوب عامرة بالإيمان ونفوس راضية بقضاء الله وقدره وما يغمرها من بالغ التأثر وعميق الحزن تلقينا نبأ وفاة أيقونة من أيقونات الطرب الجزائري الأصيل الفنانة سلوى طيب الله ثراها، والتي برحيلها فقدت مدينة البليدة خاصة والجزائر عامة إحدى كبيرات الفنّ والطرب الأصيل التي نذرت حياتها لفنها ونذرت فنها لوطنها أينما حلت وارتحلت.
وفي هذه اللحظات العصيبة، لا يسعني إلا أن أعرب لأسرتها وأحبائها باسمي وباسم أعضاء المجلس الشعبي الولائي البليدة وموظفيه عن تعازينا الخالصة، سائلا المولى عز وجل أن يتغمّد روح الفقيدة بواسع رحمته وأن يلهمهم وإيانا جميل الصبر والسلوان، عظم الله أجركم وأحسن عزاكم وصبّ عليكم من شآبيب الرحمة والسلوان.
وزيرة الثقافة: أعطت ولم تبخل
وبعيدا عن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان الموعد بقصر الثقافة مفدي زكريا لإلقاء النظرة الأخيرة على الفنانة الراحلة، أين توافد عليه محبيها ورفقاء دربها، لتقول في هذا الشأن وزيرة الثقافة والفنون، وفاء شعلال، كلمتها في حق أيقونة الجزائر وفقيدة الفنّ مؤكدة بأنها ستبقى في قلوبهم وقلوب عشاقها حية، وأضافت «مهما قلنا في رثائها إلا أننا لن نرتقي إلى قامتها الشامخة ومهما كانت كلماتنا لن نوفيها حقها لأنّها أكبر من الكلمات».
وأكدت على أنّ الجزائر خسرت بوفاتها قامة من قامات الفنّ والإبداع الجزائري وحالة فنية فريدة أثبتت حضورها على الساحة الفنية الجزائرية وخارجها، وقدمت الكثير للثقافة من خلال أغانيها الجميلة المتنوعة.
وقالت «قد كانت مبدعة واستطاعت أن تطوّر اللحن وتستثمر طاقاتها لتؤدي أغان غاية في الإطراب والإمتاع، أعطت ولم تبخل، ولم تكتف سلوى بنوع غنائي واحد، فقد غنّت العاصمي وكانت من رواده، ثم انتقلت إلى الحوزي وأبدعت فيه الكثير وتألقت في العروبي وتركت بصمتها الخالدة عليه، فأثرت في الساحة الغنائية الجزائرية، وتركت الكثير من الفنّ الأصيل».