في ملتقى وطني بجامعة تيزي وزو

تجليات العنف ضد المرأة في الخطاب الإعلامي

أسامة إفراح

أعلنت جامعة مولود معمري بتيزي وزو تنظيم ملتقى وطني، عن طريق التحاضر عن بعد، حول موضوع «العنف ضد المرأة من منظور الخطاب الإعلامي الجزائري» شهر ديسمبر المقبل. ويهدف هذا الملتقى إلى «الوصول إلى جوهر هذه المشكلة، من خلال تقديم وجهات نظر مختلفة بخصوصها، وإثارة النقاش حول قضية العنف ضد المرأة كما تتجلى في الخطاب الإعلامي الجزائري».
ينظّم قسم العلوم الإنسانية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو الملتقى الوطني «العنف ضد المرأة من منظور الخطاب الإعلامي الجزائري»، يومي 12 و13 ديسمبر عن طريق التحاضر عن بعد. وقد فتحت أبواب المشاركة للمنتمين إلى جميع تخصّصات العلوم الإنسانية والاجتماعية، كعلوم الاتصال واللغة والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع، وغيرها وذلك من أجل توظيف متنوّع للمقاربات التي من شأنها تعميق الدراسة والإحاطة بالظاهرة من جوانبها المتعدّدة، حسب منظمي التظاهرة وفي مقدمتهم رئيسة الملتقى أ.د.مسعودة لعريط.
وتأتي هذه التظاهرة العلمية في وقت تعرف هذه الظاهرة الاجتماعية تناميا واتساعا، لاسيما مع تطوّر وسائل الإعلام الجديدة و دمقرطة الإنترنت.. حيث «أعطت هذه الديمقراطية الفرصة لآلاف، إن لم يكن الملايين من الناس للتعبير عن آرائهم من خلال الشبكات الاجتماعية مثل فايسبوك وتويتر وإنستغرام».
وإذا كانت هذه الشبكات الاجتماعية تساعد في تقريب الأشخاص في جميع أنحاء العالم من بعضهم البعض، وتجعلهم يبقون على اتصال، فإنها لا تُستخدم دائمًا كما ينبغي، إذ نشهد ظهور سلوكيات بشرية جديدة في مجال الاتصال، وخاصة ضد المرأة، التي غالبًا ما تكون ضحية لأشخاص آخرين يلقون خطابًا بغيضًا ومتحيزًا جنسيًا.
هذه الخطابات التي تختزل المرأة في موضوعات دونية وتعيق بذلك حريتها وصفاءها، نجدها تتكرّر بدون انقطاع على شبكة الإنترنت، وهي في الواقع معبأة «بالعنف اللفظي»، وهو واحد من أشكال عديدة ومختلفة للعنف. ولكن، إذا كان الخطاب الإعلامي يسهّل هذا العنف، فقد يكون على العكس من ذلك وسيلة للتنديد بهذا السلوك، مما يجعله سيفاً ذو حدين. إذ يتمثل دوره في إعلام وتحسيس الجمهور من خلال نشر هذا العنف، وفي تغيير العقليات والمواقف من خلال جذب الانتباه إلى العواقب الوخيمة لهذه الممارسات.
وينطلق هذا الملتقى من الأهمية التي يكتسيها دور الخطاب الإعلامي في هذه الظاهرة، كما تهدف التظاهرة إلى الوصول إلى جوهر المشكلة، من خلال تقديم وجهات نظر مختلفة حولها، وإثارة النقاش بخصوص قضية العنف ضد المرأة كما تتجلى في الخطاب الإعلامي الجزائري.
وستتوزع المساهمات حول محاور أولها «العنف ضد المرأة في الخطاب الإعلامي»، حيث يشكّل الخطاب الإعلامي الذي يحتوي على العنف اللفظي ضد المرأة في الجزائر مجالًا مثيرًا للاهتمام ينبغي معاينته ومراقبته. ومن أهداف هذا الملتقى العلمي دراسة هذه الخطابات الإعلامية وإظهار خصوصياتها وتحديد مميزاتها وأشكالها، والنظر في خصوصيات كل شكل من هذه الأشكال.
أما في المحور الثاني «الخطاب الإعلامي كوسيلة للتنديد بالعنف ضد المرأة»، فنجد أنه غالبًا ما تُحاسب الضحية في السياق الاجتماعي والثقافي الجزائري على العنف الذي تتعرض له، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها هي المذنبة لوجودها في مثل هذه المواقف، ويبدو دور الخطاب الإعلامي هنا مهما في استنكار مثل هذه السلوكيات، حيث إن الدافع وراء هذا الخطاب هو الاحتجاج على هذا العنف والتضامن مع النساء المعنفات. والأسئلة المطروحة في هذا السياق: كيف يندّد هذا الخطاب بممارسات العنف ضد المرأة؟ وما هي الاستراتيجيات التي يحشدها من أجل ذلك؟ وكيف يرد المواطنون الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي في مواجهة العنف ضد المرأة؟ هل تتميز ردود أفعالهم ببعض التناقض؟ وكيف يتجلى ذلك؟
فيما يدور المحور الثالث حول «مصادر العنف اللفظي ضد المرأة في الإعلام الجزائري»، ويعالج أسئلة تتعلق بخلفيات ومصادر الظاهرة، من نقص التثقيف في الإعلام الجديد ونقص الاستعداد للتكنولوجيات الجديدة، إلى التغيير الاجتماعي الذي يولد سلوكيات ومواقف معزولة عن التراث الاجتماعي والثقافي الجزائري، إلى الصور النمطية الثقافية السائدة في المجتمع، حيث لا يعطى للمرأة الاعتبار المستحق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024