أوصى المشاركون في الندوة الدولية الافتراضية الأولى عن الوحدة الوطنية وخطر التطرف بضرورة فتح ورشات بحث على مستوى المخابر الجامعية المؤطرة للندوة لإيجاد صيغ إيصال فكرة نبذ التطرف في الوسط الجامعي، والعمل معها على تحقيق الأمن بكل أنواعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي، بما يخدم ثوابت الدولة الجزائرية.
أكدت البروفيسور نعيمة سعدية أستاذة بجامعة محمد خيضر بسكرة ورئيسة الجمعية الوطنية «أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية» المنظمة للتظاهرة العلمية بالشراكة مع مخبر اللهجات ومعالجة الكلام بجامعة وهران، ومركز مقاربات للبحوث والدراسات بجامعة الأغواط تحت شعار «وطن فوق الجميع» على ضرورة تجديد عقد ندوات وملتقيات مماثلة لمعالجة كل الظواهر الثقافية والأدبية والسياسية والاجتماعية التي تتسبب في تغذية ظاهرة التطرف والعنف والكراهية وذلك بإشراك المخابر الجامعية المختصة في ذلك على غرار مخابر علم النفس وعلم الاجتماع مع التأكيد على أهمية تكريس مبدأ المواطنة في كل المؤسسات، خاصة التعليمية بكل أطوارها إضافة إلى تفعيل قانون رقم 2005 المؤرخ في أفريل 2020 المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية والعنف والتحريض.
كما أشارت سعدية في تصريح لجريدة «الشعب» على هامش أشغال الندوة التي تعتبر في أول نشاط رسمي لأكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية إلى أهمية تفعيل الدور الرقابي في كل مؤسسات الدولة للحد من التطرف، والإقصاء حيث ألقى الدكاترة والخبراء المشاركون في دراساتهم العلمية الضوء على عدة مواضيع عن الوحدة الوطنية والتعددية اللغوية ونبذ التطرف في الكتابات الجزائرية، إضافة إلى أنواع الإقصاء المنتجة للتطرف وكذا تحقيق المواطنة بين ثنائية الأمن الإعلامي والأمن السياسي إضافة إلى واقع التطرف بين التشريع والتحريم وآثاره على الوحدة الوطنية وهي مواضيع تأسست حسب سعدية رئيسة الندوة على فكرة نبذ التطرف والتعصب والكراهية من أجل سلامة الوطن وحفاظا على الوحدة الوطنية، وذلك بمحاولة بحث آليات تعزيز الروح الوطنية وكشف السبل الجادة والفاعلة في نبذ التطرف والحد من خطاب الكراهية في المجتمع، من جهة، وآليات صناعة سلوك المواطنة في ذهنية العقل الجمعي الجزائري بمختلف المراحل العمرية، من جهة أخرى.
وترى البروفيسور نعيمة سعدية رئيس أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية، ومديرة هذا اللقاء أن فكرة هذه الندوة خرجت من منطلقات عدة تتمثل في أن الوحدة الوطنية هي ضمان الاستقرار والاستمرار وضرورة تعزيز الأبحاث والدراسات التي تصف الواقع لتستشرف المستقبل.
والجدير بالذكر، في الأخير، أن هذه الندوة ستكون بداية لملتقى دولي سينظم، قريبا، بالجامعة الجزائرية يرتقب أن يشارك فيه العديد من الباحثين والأستاذة من مختلف جامعات الوطن وخارجها في تخصصات الحقوق، علم الاجتماع، اللسانيات، علم النفس، العلوم السياسية، التاريخ وغيرها، والذين سيقدمون بحوثا ودراسات عينة حول نبذ التطرف والتعصب والكراهية.