«البريك دانس” يُبعد “الكاراتيه” عن أولمبياد باريس

حينمــــــــا “تهــــــــزم” الثقافـــــــة فنـــــــون القتـــــــال

أسامة إفراح

 

 تداولت وسائل إعلام عالمية تأكيد “غلق الباب” أمام الكاراتيه في أولمبياد باريس 2024، بحسب بيان اللجنة المنظمة للألعاب. ولكنّ الجزء الثاني من الخبر مثير أيضا، وهو تأكيد إضافة أربع رياضات هي “البريك دانس”، التسلق، “السكايت بورد” وركوب الأمواج، باعتبارها رياضات “شابة، متاحة ومرتبطة بزمنها”.. ونلاحظ هنا أن ثلاثا من هذه الرياضات تندرج ضمن “ثقافة البوب”، لعلّ أبرزها رقصة الـ«بريك”..

لن يكون الكاراتيه حاضرا ضمن الرياضات الإضافية في ألعاب باريس الأولمبية سنة 2024، حضورَهُ في ألعاب طوكيو، موطنه الأصلي. هو الخبر الذي أكده بيان اللجنة المنظمة للأولمبياد، مرسّما الرياضات الإضافية الأربع التي اقترحت قبل سنتين، حيث جاء في البيان أنه “في نهاية عملية الاختيار، أضيفت أربع رياضات هي البريك دانس، التسلق، السكايت بورد، وركوب الأمواج، في فبراير 2019 لألعاب باريس 2024”.
ووُصفت هذه الرياضات الإضافية بـ«الشابة، المتاحة والمرتبطة بزمنها”، بحسب تعبير توني إستانغيه رئيس اللجنة المنظمة للألعاب، الذي تحدّث عن رغبته بتسليط الضوء على رياضات “تنال نجاحا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي”.
أمّا المدير الرياضي في اللجنة الأولمبية الدولية كيت ماكونيل، فرفض، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، أن يكون تأثير المال السبب وراء اختيار هذه الرياضات الإضافية “الحضرية” بما فيها البريك دانس، قائلا إنه لو كانت الاعتبارات مالية لتمّ اختيار رياضات قادرة على ملء مدرجات بسعة 80 ألف متفرّج، مشددا على أهمية الحفاظ على “توازن” بين رياضات تقليدية وأخرى نامية للبرنامج الأولمبي.
في المقابل، أقرّ ماكونيل برغبة اللجنة الأولمبية الدولية بـ “إغراء شريحة الشباب”. وتندرج إضافة رقص الـ«بريك” إلى برنامج 2024 ضمن هذا الإطار الهادف إلى جذب جيل يافع للألعاب.
وإذا كان صعبا قياس الحماس الذي جلبه الـ«سكايت بورد” (التزلّج على الألواح)، التسلّق الرياضي، ركوب الأمواج، كرة السلة 3*3 والكاراتيه، إلا أن إضافاتها شكلت نجاحا بالنسبة إلى ماكونيل، الذي أضاف “حصلنا على دعم الممارسين (للرياضات الجديدة)، ودافع توني هوك (متزلج أمريكي شهير) عن دخول السكايت بورد إلى الألعاب”.
وفضلا عن “الشعبية”، تؤخذ معايير أخرى بعين الاعتبار عند اختيار الرياضات، من بينها طابعها “العالمي”، “التزام الرياضيين” أو حتى “بطولات العالم” المخصّصة لها.
يذكر أن الـ«بريك دانس Breakdance” هو نوع من الرقص طوّر بنيويورك الأمريكية سبعينياتِ القرن الماضي، يعتمد على الحركات الأكروباتية والتصويرات الأرضية. وصل هذا الفن إلى أوروبا في الثمانينيات قبل أن ينتشر في باقي أنحاء العالم، ويؤدى فرادى ومجموعات، حيث تجمع “معركة” أو “نزال” (وهمي طبعا) بين الراقصين، ويحدد الحكام (وفي أحيان الجمهور) الفائز بين المتنازلين، ما يضفي طابعا خاصا على هذا الرقص، ويوجب على الراقصين تحكما تقنيا ونفسيا كبيرين.
وقد ساهمت السينما في نشر هذا النوع من الرقص، حيث صوّر 28 فيلما على الأقل في هذا الصدد، قام ببطولة أحدها الراقصة الجزائرية صوفيا بوتلة، ابنة الفنان والمؤلف الموسيقي صافي بوتلة.
وسبق أن احتضنت الجزائر منافسات عالمية في البريك دانس، على غرار تصفيات بطولة العالم سنة 2017، وقبلها التصفيات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمنافسة العالمية “ريد بل بي سي وان 2014”، التي نظمت بالمسرح الوطني، وشهدت مشاركة 16 راقصا من 13 دولة، وتمّ خلالها اختيار ممثل للمنطقة في نهائيات البطولة العالمية لـ«مقاتلي” رقصة “البريك دانس”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024