الروائية بيطار تروي تفاصيلها مع الكتابة وتعترف :

أنا مبدعة أوجاع الناس ومآسيهم

نورالدين لعراجي

أكدت الروائية السورية هيفاء بيطار انها ليست كاتبة سياسية بل هي كاتبة لأوجاع الناس ومآسيهم وكان بيتها في اللاذقية أشبه بصالون أدبي سياسي يجتمع فيه الأصدقاء يتناقشون أوضاع البلد، وحسبها لا توجد سعادة في العالم توازي سعادة تحقيق الذات، وهي سعيدة باكتشافها نفسها وبأنها ستشهد للحق وستكون شاهدة عصر .
عادت صاحبة رواية « امرأة من طابقين « في مقال لها عبر صفحتها الى يومياتها بسوريا قبل الثورة والحياة في سوريا اليوم، حيث عرجت الى ايام دراستها بالجامعة في قسم الطب وكيف كان النضال الطلابي تحت رقابة الحزب الحاكم، الأمر الذي جعلها تدخل في صدامات مستمرة ودائمة مع الامن بسبب مقالاتها في مجلات غير مسموح لها بالنشر، وفي هذه الحيثيات تقول انها كتبت ذات مرة مقالا ساخرا عنونته «متهم حتى يثبت العكس» ليتم استدعائها للتحقيق بتهمة نشر الغسيل الوسخ حسبها .
اضافت الروائية السورية بيطار ان شعورها بالكتابة بتلك الروح الابداعية يشبه الى حد كبير شخص يتحدى قضبان سميكة فرضتها موانع وضوابط النظام على مجتمع يتطلع دوما الى افاق اكثر حرية وانعتاقا، وفي الكثير من المرات كانت هذه التطلعات تسبب لها مشاكل مع الرقابة المفروضة على الكتابة وتروي في هذه المحطة مقالا اخر بعنوان « غرفة لا « تحدت به الرقيب المزروع بين تلافيف دماغها، عندما يتوعدها ويرهبها ان هي تجاوزت الخطوط الحمراء فكانت تبكي خوفاً، ورغم ذلك صار لوجودها معنى وقيمة وفرح والكرامة فرح والفرح قوة .
أمارس الطب بعين كاتبة والكتابة بموضوعية طبيب
عادت صاحبة رواية « الكمبارس « بداياتها في رحلة الطب حيث تقول « أنا طبيبة اختصاصية في طب العيون وجراحتها، عملت لربع قرن في المستشفى الحكومي باللاذقية، كذلك في عيادتي الخاصة، ورغم أن أمي أستاذة فلسفة وأبي أستاذ لغة عربية كنت أحس بالخيبة حين قررت أن أصير كاتبة وندمت لأنني لم أدرس فلسفة أو أدب عربي».
أوضحت هيفاء بيطار انه تبين لها أن أنجح تزاوج في العالم هو تزاوج الطب والكتابة، فكانت تمارس الطب بعين كاتبة وتمارس الكتابة بموضوعية طبيب حيث كتبت عشرات القصص القصيرة عن حالات إنسانية واجهتها خلال عملها الطبي، كما كتبت روايتين من وحي عملها الطبي هما « رواية نسر بجناح وحيد « و» رواية هوى « التي اشترتها المؤسسة العامة للسينما وطلبت من المخرجة واحة الراهب إخراج روايتها «هوى « وذلك في نهاية عام 2010 « وكانت بدورها تحضر مع المخرجة واحة جلسات التصوير التي جرى قسم منها في المستشفى الوطني، لكنها تتأسف لان الفيلم لم يُعرض في سوريا إطلاقاً حتى انا هي وبصفتها كاتبة الرواية لم تحضره والسبب غامض فلا يمكنك أن تعرف أي شيء في سوريا، وعرض فيلم « هوى « في عدة دول ونال التقدير لكنه لم يُعرض في سوريا .
للإشارة كتبت الروائية الطبيبة هيفاء بيطار منذ بداية الثورة السورية ثلاث كتب اولها « وجوه من سوريا « صدر عن دار الساقي وتركت أسماء الأشخاص كما هي حفاظاً على طهارة الحقيقة، ومجموعة قصصية تحت عنوان « طفل التفاح « صدر عن الدار العربية للعلوم، ثم رواية « الشحاذة « عن منشورات ضفاف .
في الأخير تقول بيطار انها تعيش الآن في باريس، لكن الهوى وتقصد عنوان روايتها، «هو الهوى « يذوبها شوقاً لبحر اللاذقية الساحر ولسكانها الطيبين المقهورين، إلا ان بقائها هناك خطراً خاصة أنها بذلت جهوداً جبارة كي تلغي منع السفر، لكن باءت محاولاتها بالفشل، ويبقى حلم العودة الى الوطن احلى حلم بالنسبة اليها، لما لها علاقة وطيدة بالشخوص والأمكنة التي تعرضت الى القصف والتدمير بعد ان كانت تحمل صفات حضارات سابقة فأصبحت اليوم دمارا بكل الاوصاف .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024