نوّه برعاية رئيس الجمهورية له، الحاج صالح:

مشروع «الذخيرة العربية» سيبقى معطلا إذا لم يستكمل بناء الجهاز الإداري والتقني

هدى بوعطيح

لعمامرة: استيعاب المفاهيم اللغوية لمسايرة العلوم

دعا رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، عبد الرحمن الحاج صالح، من قادة الدول العربية، المصادقة على النظام الأساسي للهيئة العليا للذخيرة العربية، مؤكدا أنها ستعزز الجانب القانوني للهيئة، وتمنحها مشروعية مباشرة عملها وتنفيذ برنامجها الذي سطرته.
وقال عبد الرحمن الحاج صالح، لدى افتتاحه الدورة العادية للهيئة العليا للذخيرة، أمس، بإقامة جنان الميثاق، بحضور شخصيات سياسية وسفراء الدول المشاركة في المشروع، قال إن المصادقة على النظام الأساسي سيعطي دفعا قويا للمشروع، ويسهم في استكمال بناء الجهاز الإداري والتقني له، وإلا ستبقى ـ بحسبه ـ الدخيرة العربية معطلة، ولن تفي الغرض الذي أسست لأجله في رفع المستوى الثقافي والعلمي للفرد، مشيرا إلى أن الدول المشاركة في المشروع والمصادقة عليه، أبانت على الحس الحضاري والإدراك التام لفوائد الذخيرة العربية، ومنافعها على الفرد وإتاحة الفرصة له من أجل التحكم في المعرفة العلمية بلغته الأصلية.
ونوّه رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، بالدعم منقطع النظير لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي يرعى هذا الاجتماع، من أجل إرساء دعائم مشروع الذخيرة العربية، الذي عرف بفضل تأييده انطلاقة قوية، فضلا ـ يضيف ـ عن التعليمات التي قدمها الوزير الأول إلى القطاعات المعنية وحثّها على الإسهام في إنجاح المشروع كل من موقعه.
وعاد عبد الرحمن الحاج صالح للحديث عن أهمية الذخيرة العربية، موضحا أن محرك البحث «ڤوڤل» يقدم معلومات باللغة الؤنجليزية، مع العلم أن مختلف المثقفين في عديد الدول العربية لا يتقنون هذه اللغة، وهو ما ينجم عنه «مثقف معوق»، قائلا: إنها اللغة السائدة الآن والمنفردة بالمحتوى الرقمي دون غيرها.
وقدم رئيس المجمع إحصائيات حول نسبة استخدام اللغة الإنجليزية، مؤكدا أن عدد الصفحات على الانترنت بلغت بالانجليزية مئات الملايير، وتفوق نسبتها 68.4٪، أما الفرنسية فتحتل 03٪، في حين أن المحتوى العربي لا يتجاوز 0.1٪، بحسب المتحدث.
ويرى الحاج صالح، أن التراث العربي يجب أن يكون تحت تصرف الجميع، بداية بالطفل، مشيرا إلى أن التكنولوجيا هي السلاح الوحيد للحفاظ على هويتنا ومقوماتنا، وطالب في سياق حديثه بضرورة تجديد التكوين والتعليم على جميع المستويات.
من جهته أكد وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، في رسالة، قرأها نيابة عنه ممثله، سعيد بلعابد، أن اجتماع الهيئة العليا للذخيرة العربية يكتسي أهمية بالغة، ويعبّر تعبيرا جليا عن اهتمام الدول العربية قاطبة بهاته الهيئة، مشيرا إلى أن الذخيرة العربية جاءت في ظرف نحن بأمس الحاجة إليها لمساعدة ناشئتنا على استيعاب أحسن وأعمق للمفاهيم اللغوية واللغة العربية تحديدا، وحتى يتسنّى لها مجاراة نظيراتها في الدول المتقدمة وتسهل عليها التحكم في مقاليد هذه اللغة ومسايرة العلوم المختلفة والعمل بها فهماً وتطبيقا.
وأضاف، أن الدول العربية المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية، بتبنّيها مشروع الذخيرة العربية باقتراح جزائري، قد أدركت في حينها أهمية المشروع، بوصفه شبكة للمعلومات، مرورا بالتعريف بالتراث العربي والإنجاز الفكري العربي، وانتهاء بجعله في متناول الجميع، قائلا: «المشروع بمثابة بنك آلي للغة العربية، يوضع تحت تصرف أي باحث في العالم، من خلال شبكة اتصالية دولية عربية، تكون قاعدة معطيات دائمة ومعاصرة، تعتمد على الاستخدام الحقيقي للغة الضاد، مسايرة وتطوراً وتكون قابلة للزيادة على الدوام».
ويأمل وزير الخارجية، من خلال رسالته، أن يتوصل المجتمعون إلى بلورة منهاج قوي، يمكن المشروع من شق طريقه إلى التطبيق الفعلي، عن طريق إسهام جميع الحكومات والهيئات التربوية.
وأشار حسن الشافعي، رئيس المجمع المصري للغة العربية، ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العربية في تصريح لـ»الشعب»، أن المجمع الجزائري للغة العربية يحتل مكانة مهمّة وسط الدول العربية، مشيرا إلى أنه يستمدها من المكانة الخاصة التي تحتلها الجزائر، وأيضا من عمله وجهوده التي يبذلها، مؤكدا أن المشروع الكبير الذي انتدبه المجمع يُرجى له أن يضع العرب ولغة القرآن الكريم في عالم الفضاء الإلكتروني. وقال الشافعي، إن الغياب الذي تعانيه لغة الضاد في هذه الأبعاد الجديدة من الفضاءات ومن الحضور الفكري والعلمي واللغوي، نأمل أن تعوّضه جهود المجمع الجزائري للغة العربية، وتوحيد المصطلح العربي، مشيرا في ذات السياق إلى أن اتحاد المجامع اللغوية العربية يقدم مشروعا يناهض مشروع الذخيرة العربية، وهو «المعجم التاريخي للغة العربية»، حيث يأمل الدكتور حسن الشافعي أن يكون مشروع الذخيرة أكبر عون لإنجاح هذا المعجم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024