أكد الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن المهرجانات الثقافية تجسد أفضل معطيات الإبداع الإنساني لمرحلة من المراحل، مشيرا إلى أنها تعكس في نفس الوقت هوية الأمة وتاريخها وحاضرها ومستقبلها.
وقال الهاشمي عصاد في ملتقى علمي «حول دور الإعلام في ترقية المهرجانات الثقافية»، نظمه المهرجان الثقافي لموسيقى الشباب بولاية أم البواقي، إن المهرجانات هي الحراك المجتمعي الطبيعي والمنطقي والمنطلق من أصول وقواعد وثوابت الأمة وقضاياها، مضيفا أنها تعد من أهم وسائل الجذب الاقتصادي الكبير لما لها من قيمة سياحية وإعلامية وفنية، ووجودها ضروري، كونها تؤدي إلى تبادل الأفكار وتلاقي الثقافات.
وفي ذات السياق، أشار الدكتور محمد زردومي، من جامعة الجزائر-02، أن الحديث عن الجماعات المحلية في ارتباطها بما هو ثقافي، هو حديث يستدعي البحث في أصولها، مشيرا إلى أن الإطار القانوني للتنمية الثقافية المحلية أساسا، مرتبط بالمادة 122 من الفصل الثالث من قانون البلدية المتعلق بتقديم مساعدات للهياكل والأجهزة المكلفة بالشباب والثقافة.
وأضاف، أنه من خلال مقتضيات قانون الجماعات المحلية، فإن المشروع قام بجمع الثقافة مع المجالين الاجتماعي والرياضي في اختصاص واحد، رغم الفرق الكبير بين هذه المجالات الثلاثة، مما يؤدي ـ بحسبه ـ إلى غموض واضح في تدخل المجالس المحلية في المجال الثقافي وطبيعة هذا التدخل.
وقال زردومي، إن الأنشطة الثقافية تصنّف في آخر قائمة الاختصاصات للمجالس البلدية، وهو ما قد يؤثر نفسيا على اهتمامات المنتخبين، حيث لا ينظرون إلى الثقافة باعتبارها مجالا واسعا في التنمية المحلية، مؤكدا بأن تدخل الجماعات المحلية في المجال الثقافي يختلف من بلدية إلى أخرى، وذلك بحسب اهتمامات وأولويات المسؤولين المحليين في ظل عدم وجود استراتيجية واضحة المعالم للتنمية الثقافية المحلية وبقاء الثقافة رهينة مبادرات شخصية لبعض المنتخبين الذين يحملون الهم الثقافي.
وعن دور الإعلام في مواكبة العمل الثقافي، اعتبر سليمان براكتة، مدير إذاعة خنشلة، وسائل الإعلام الشريك الفعال لأيّ عمل ثقافي، خاصة في الظروف الراهنة، حيث أصبحت من أهم المؤثرات، بعدما أصبح النشاط الإعلامي ـ يضيف ـ هو النشاط الثالث الذي يمارسه المواطن بعد الأكل والنوم. وأضاف، أن وسائل الإعلام باتت تساهم بقوة في تشكيل المواقف وآراء المجتمع تجاه القضايا المختلفة التي تواجه الأمة في ترسيخ قيم النظام الاجتماعي، بالإضافة إلى الدور الحيوي الذي تلعبه في حياة الناس، نظرا للتطور الواسع في الحقل الإعلامي، موضحا أن المسؤولية الملقاة على عاتق وسائل الإعلام كبيرة، إذ تساعد على تناسق السلوك الاجتماعي وتحدد العادات للأفراد والجماعات.
عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية:
الإعلام شريك في ترقية المهرجانات
أم البواقي: محمد اعقيدي
شوهد:1220 مرة