احتضنت دار الثقافة عبد المجيد الشافعي بقالمة، بالتنسيق مع فرقة حضور للفن التشكيلي، احتفاء باليوم الإفريقي للطفل، ورشة رسم خاصة بالبراءة، حيث كانت المناسبة فرصة لاكتشاف اللوحات الفنية التشكيلية المعروضة بالرواق، الذي تم تدشينه مؤخرا باسم «بتينا هاينن»، وقد تزينت جدرانه بأكثر من 80 لوحة لفنانين تشكيليين من ڤالمة.
أشادت الفنانة الألمانية «بتينا» بهذه المبادرة، التي اعتبرتها فرصة مواتية لتشجيع الأطفال على الرسم وإظهار مواهبهم. كما وقفت على رسوماتهم أثناء الورشة وأثنت على جهودهم ودعتهم لمواصلة إبداعهم، وصرحت لـ»الشعب» قائلة: «رسومات الأطفال متقنة، غير أنه يجب أن يعملوا بحرية، فهم الآن متخوفون كونهم تم حصرهم بالمكان، بالإضافة إلى ضيق الوقت وإلا شاهدنا إبداعا أكثر».
فيما قال السيد رابح عيسو، مدير دار الثقافة عبد المجيد الشافعي، إنه لم يتوقع هذا الإقبال الكبير من عالم الطفولة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تدخل في إطار الثقافات الموجهة للطفل، وقد جاءت من قبل الفنانين المشاركين بالمعرض، ومن خلال الاتصال بأولياء الأطفال، ودور الحضانة ومنخرطين في ورشات الرسم.
وأضاف عيسو، أنهم لاحظوا اهتماما كبيرا لهذه الفئة بهذا النشاط الثقافي، متمنيا أن يكون بداية لامتداد النشاطات الثقافية التي ستشهدها دار الثقافة بقالمة مستقبلا.
وفي ذات السياق، أكد الخطاط ومصمم غرافيك، السيد محسن كشكاش، على الاهتمام الكبير للأطفال بفن الرسم، مشيرا إلى أنهم أبانوا عن حبّهم للخط العربي، من خلال تساؤلاتهم عن الأدوات المستعملة في الكتابة، وفضولهم الزائد لمعرفة كل شيء عن هذا النوع الفني، وقال إنها مبادرة جد إيجابية للطفل لاكتشاف عالم الفنون التشكيلية، وسيعملون بدورهم على تلقينهم أبجديات الفن الإسلامي ليبقى متداولا فيما بينهم.
فيما قال الفنان التشكيلي خالد خوجة عبد الوهاب: إنهم استغلوا يوم الطفل الإفريقي لإعداد ورشة صغيرة للرسم، حيث كانت استجابة الأولياء ـ بحسبه ـ قوية وتجاوب الأطفال معها، مشيرا إلى أن المعرض هو استكشاف للفن التشكيلي بالنسبة لهم، بالرغم من أنهم يدرسون الرسم، لكنهم ـ يقول ـ ليسوا متعودين على زيارة المعارض. وأضاف، أنه استفاد بدوره من هذه الورشة، من خلال شروحات الطفل، والتي يرغب في بلورتها «فالطفل بحاجة لمثل هذه المبادرات والنشاطات لتنمية قدراته واكتشاف عالم الفنون التشكيلية بولايته».
فيما أشاد الفنان التشكيلي، سمير خلف الله، بأهمية المبادرة، حيث طالب بضرورة توجيه الطفل توجيها صحيحا، وتشجيعه على المشاركة بمختلف النشاطات الفنية، قائلا: «مثل هذه المبادرات والورشات تعمل على تنمية واكتشاف مهاراتهم».