الفيلم القصير «شريد في زمن كورونا»

تسليط الضـّوء على المشرّديـــــن في زمن الجائــحـة

ورڤلة: إيمان كافي

تُحاول الأفلام القصيرة إلقاء الضّوء على الكثير من الزّوايا الاجتماعية التي قد نصادفها يوميا دون تمعّن كبير في تفاصيلها، والتي تغذّي مضامينها في فترة زمنية محددة قيم الإنسانية والوعي المجتمعي، خاصة عندما تأخذ طابعا تحسيسيا توعويا، كما هو الحال بالنسبة للفيلم القصير «شريد في زمن الكورونا «.

يروي الفيلم القصير «شريد في زمن كورونا»، الذي يعد من بين الأعمال الفنية التي تحمل صبغة إنسانية، عبر مشاهد معيّنة، لحظات يعايش المشرّدون خلالها يومياتهم التي تزداد جرعة المعاناة فيها، خلال ظروف خاصة، قد تفرض حظر تجوال، بسبب ارتفاع درجات الحرارة أو في أيام العطل وتأثير ذلك على الحركية في الشارع التي تساهم نوعا ما في التخفيف على هذه الفئة، إلا أن انتشار وباء كورونا وما فرض من إجراءات لتقليل التجمعات وتجسيد مبدأ التباعد لتفادي تفشي الوباء كان ظرفا خاصا بالنسبة لهذه الفئة التي اختفى العالم من حولها بشكل مفاجئ.
يعود الفنان محمد ساسي بن عودة، بطل هذا الفيلم القصير الذي أنتجته جمعية أفراح بورقلة، في «شريد في زمن كورونا» إلى ما كان يعانيه المشردون في ظل الفراغ الرهيب الذي ملأ الشوارع وعوّض زحمة الحياة التي كانت تشهدها بشكل يومي محطات المسافرين بسبب وباء كورونا والالتزام بالحجر المنزلي وتزامن كل ذلك بالارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
وفي دقائق صامتة يحاكي الفنان ما يعيشه المشرّد، تحت درجات الحرارة العالية من جوع وعطش وحاجة للظل، واختار لتجسيد هذه المشاهد محطة المسافرين في ورقلة خلال فترة تشديد إجراءات الحجر الصحي في بداية انتشار الوباء وكل ما حوله موصد الأبواب والحركية منعدمة في ساعات الذروة.         
وذكر الممثل بن عودة في حديث لـ «الشعب»، أن فكرة الفيلم راودته عندما فرض وباء كورونا وما تبعه من إجراءات الحجر الصحي، يقول محدثنا، فكرت في المتشردين وكيف هم يعيشون في هذه الظروف، فقبل كورونا كانت محطات الحافلات والقطارات مأوى لهم وأكلهم وشربهم على حساب المسافرين وأهل الخير، أحدهم قد يتصدق عليهم أموالا وآخر يشتري لهم أكلا، أما في زمن كورونا فالكل في الحجر الصحي داخل منازلهم ولا يعرفون عما يحدث في الخارج شيئا.
من هنا أضاف، قرّرت إنجاز فيلم توعوي لأذكر به الإنسانية ككل في العالم بأنّ هناك أناس متشرّدين لا مأكل ولا مأوى لهم في حاجة للالتفاتة وللمساعدة، حمل الفيلم عنوان «شريد في زمن كورونا»، كانت من فكرة وإخراج وتمثيل الفنان  محمد ساسي بن عودة وتصوير ومونتاج شرف الدين عمومن ومن إنتاج جمعية المطربية للفنون المسرحية لولاية ورقلة التي يرأسها بلخير بوكري والذي ساهم كثيرا في إنجاح هذا الفيلم.
من جهته الفنان بلخير بوكري رئيس الجمعية المنتجة للفيلم قال أن ظروف التصوير كانت بوسائل بسيطة، تصادفت فيها ظروف كورونا والحجر الصحي مع درجات الحرارة المرتفعة في منطقتنا.
وبالنسبة لأهمية الأفلام القصيرة، أكّد محدثنا على أن الفنان اليوم يتطلع لدعمه عبر التأسيس لمهرجانات خاصة بالأفلام القصيرة حتى تساهم في رفع مستوى المنافسة وتعزيز تواجد الفنان الجزائري والإنتاج الوطني في هذا النوع من الفنون وطنيا وعربيا وعالميا.
الفيلم كما أشار الفنان محمد ساسي بن عودة، شارك في مهرجان كركوك الدولي بالعراق وتم قبوله من طرف لجنة التحكيم ولاقى استحسانا منها وكان منافسا حتى نهاية التصفيات والآن يشارك به الفنان في المهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية Fivs بمدينة سوسة الساحلية في دولة تونس ويهدف المهرجان إلى ترسيخ القيم الإنسانية وحث الناس على نشر القيم النبيلة من تسامح وتآخي والنوايا الحسنة، وغيرها من المبادئ التي من شأنها أن تغير العالم إلى الأحسن، من خلال توظيف ثقافة الصوت والصورة، حيث سيقام المهرجان من13  إلى 15 أوت 2021 بسوسة في الساحل التونسي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024