أطلق الروائي رشيد بوجدرة النار على دور النشر الجزائرية، معتبرا إياها مؤسسات فاقدة للاحترافية والتقاليد في التعامل مع الكتّاب والمبدعين، كما اعترف أيضا أن الدافع المادي هو الذي يجعله يفضل نشر روايته بدور النشر الفرنسية قبل صدور النص العربي، إضافة إلى طريقة النشر والتوزيع على نطاق واسع..
عرض، أول أمس، الروائي رشيد بوجدرة بمناسبة افتتاح المهرجان الدولي للكتاب وأدب الشباب بدار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس، آخر إبداعاته الأدبية الناطقة باللغة الفرنسية بعنوان: «الربيع» الصادرة قبل حوالي شهر، وتتناول حسب الروائي أحداث ما عرف بالربيع العربي الذي عاشته عدد من الدول العربية، عن طريق صياغة جملة من التساؤلات تحاول بطلة القصة «ثلج» ذات الثلاثين ربيعا طرحها، والإجابة عنها وفهمها إلى درجة التنقل لهذه الدول لمعرفة الحقيقة عن قرب.
وأضاف رشيد بوجدرة في تقديمه للرواية «بطلة القصة شابة في الثلاثين من العمر، هي أستاذة للأدب العربي قادها فضولها وولعها بالتراث إلى محاولة فهم ما يجري في هذه الدول»، وقال «لقد كانت في البداية مبهرة بما يجري هناك ما جعلها تطرح العديد من الأسئلة، إن كان ما يجري هو ثورة، انتفاضة على شاكلة انتفاضة أكتوبر بالجزائر أم مجرد مؤامرة من الدول الغربية لاستغلال ثروات هذه الدول، وهي النتيجة التي توصلت لها البطلة في النهاية، يقول الروائي، إلى درجة إصابتها بنوع من الانهيار النفسي والصدمة بسبب النتائج الكارثية للأحداث وما تلاها من تخريب للبنى التحتية ومقتل آلاف الشباب دون وعي بما يجري..»
وفي إجابته عن سؤال «الشعب» عن الرسائل الضمنية التي حملتها الرواية، أجاب بوجدرة بالقول: في الحقيقة أنا لا أحبذ توجيه الرسائل المشفرة، لكن بكل تأكيد هناك وجود للكاتب في هذه الرواية، إضافة إلى الشخصيات الأخرى، بأسئلة تحاول فهم حقيقة هذه الثورات إن كانت عفوية أم مبرمجة ومؤامرة لتغيير خارطة المنطقة، وعن إمكانية تحويل الرواية إلى عمل سينمائي، علّق رشيد بوجدرة رواية «الربيع» هو الإصدار الثلاثين في مسيرتي الإبداعية، وللأسف لم يتقدم أي سينمائي لترجمة هذه الأعمال إلى إبداعات فنية، مبررا ذلك بميزته في الكتابة التي تحمل الكثير من التعقديات المتشعبة..
للإشارة، انطلقت بدار الثقافة «رشيد ميموني» ببومرداس فعاليات المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، الذي تحتضنه كل من العاصمة والبليدة، من خلال تسطير برنامج ثقافي وفكري متنوع لفائدة الشباب المبدعين بالولاية.
التظاهرة وحسب المشرفين عليها ستشهد طيلة هذه الأيام عدة أنشطة فكرية، لتفعيل المشهد المحلي، منها مداخلات، قراءات أدبية من تقديم مجموعة من الأطفال، عرض فيلم وثائقي يتناول التجربة الأدبية للروائي العالمي الشهير غابريال قارسيا مار كيز الذي رحل مؤخرا، من أجل التعريف بهذه الشخصية الأدبية الفذة وتكريم مسيرته الحافلة في مجال الرواية، كما يتخلل المهرجان تنظيم معرض للكتاب بمشاركة عدد من دور النشر والمكتبات المتخصصة لعرض عدد من العناوين، في شتى التخصصات العملية والأدبية ومنشورات الطفل، وهي التظاهرة التي واكبت افتتاح موسم الاصطياف والعطلة الصيفية، حيث من المنتظر أن تشهد حضورا متميزا للجمهور.
«الربيـع» أسئلة عن الحـراك العربي..
بومرداس: ز / كمال
شوهد:582 مرة