أجواء حميمية عاشها فنانو تندوف في يومهم العالمي، تذكروا من خلاله أين هم في هذا العالم الفسيح المتميز بالإبداع والتنافس.
جرى هذا في احتفائية أشرف والي ولاية تندوف، السيد زرقون سليمان، من خلالها على تكريم مجموعة من الفنانين المحليين والذين ذاع صيتهم بأعمال برزوا فيها بعديد المهرجانات الوطنية والدولية.
كل التفاصيل تنقلها “الشعب” التي شاركت الفنانين حفلهم البهيج بدار الشباب “بزطامي رضوان”، وسط حضور غفير لسكان الولاية الذواقين للفن.
وقد استمتع الحاضرون بوصلات فنية لفرقة “الإصطبار” والتي أنشدت أغنيتها الشهيرة “يا سعد أمك يا حليمة” في مدح خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
وفي ختام الحفل، تم عرض الفيلم الوثائقي القصير “رسالة إلى أوباما” لمخرجه “أمحمدي محمد”، من ولاية تندوف، والذي يروي بمرارة جانبا من معاناة الشعب الصحراوي المناضل في أرض اللجوء، وحلمه المستمر في نيل الحرية والاستقلال، حصد أربع جوائز وطنية. ومن المقرر عرضه في ألمانيا، منتصف هذا الشهر، وفي إيطاليا مطلع شهر جويلية.
وتعد تندوف من الولايات الرائدة في مجال الفيلم القصير والمسرح، خاصة في الآونة الأخيرة، أين برزت مجموعة من الفرق ساهمت بشكل كبير في خلق جو تنافسي بين مجموعة من المحترفين في مجال التصوير السينمائي والإخراج، على غرار المخرج “كيحل محمد” الذي حصد (12) إثنتا عشرة جائزة وطنية، ناهيك عن المشاركات الدولية كمهرجان “سيباستيان” والمهرجان العالمي للسينما في الجمهورية العربية الصحراوية.
كما يحاول بعض الشباب المبدع في الولاية، شق طريقه إلى النجومية، رغم كل الصعوبات التي تكتنف هذا المجال من خلال تأسيس فرق مسرحية كمجموعة “الملقى” و«النسور” والتي أنجبت أحد نجوم الشاشة الجزائرية السيد “زريبيع عبد الحليم” الذي كان من مؤسسيها في نفس الوقت رغم صعوبة أن تكون فناناً في تندوف.
وفي هذا الإطار، يؤكد السيد “علوان مصطفى”، ممثل ومصور فوتوغرافي وسينمائي على هامش الحفل، أن البُعد الجغرافي للولاية يُعد من أكبر المعوقات التي يعاني منها الفنان بتندوف، الذي تُثقل كاهله مصاريف التنقل للمشاركة في المهرجانات، بالإضافة إلى صعوبة تسويق الأعمال الفنية و«بساطة الوسائل المستعملة إذا ما قورنت بالوسائل التي يستعملها زملاؤنا في الشمال” وهذا الواقع ـ يضيف ـ “لا ينقص من عزائمنا، بل يدفعنا إلى المزيد من العطاء”، مثمناً في نفس الوقت المجهودات التي تبذلها الدولة لترقية مجال السينما، في انتظار المزيد والتفاتة أكبر إلى الهواة والمحترفين في ولاية تندوف ومد يد العون لهم.