يعرض كتاب «هي وهي» لنفر من المبدعات اللّواتي ينحدرن من ولاية تيبازة جملة من الخواطر والقصص المترجمة لواقع المرأة ونظرة المجتمع القاسية اليها، ويطرح جملة من التساؤلات البريئة التي تحمل في طياتها حلولا لا تقبل القسمة على إثنين للمناصفة بين الرجل والمرأة في مختلف شؤون الحياة.
وراء كلّ رجل عظيم إمرأة، الجنّة تحت أقدام الأمهات، وغيرها من الحكم والأمثال التي سردها الأولون والآخرون، تصب جميعها في قدرة المرأة على تقديم الاضافة المناسبة للحياة البشرية، ومساهمتها الفعالة في الدفع برقي المجتمع نحو حياة أفضل، إلا أنّ الواقع يشهد بأنّ مجتمعنا لا يزال يهين المرأة ككيان بشري سليم، ويقزّم رأيها كإنتاج فكري لا غبار عليه، ويلحق الشبهات تلو الأخرى بحركاتها وتصرفاتها لأسباب تكاد تكون تافهة أحيانا، ولكنها تبقى نفسها الأسباب التي لا تؤثّر على سلوكات الرجل في أعين الناس، لأنّه بكل بساطة رجل وكفى، هكذا عرض الكتاب الواقع المر الذي تعيشه المرأة عندنا، من حيث أنّها تعتبر المتهم الرئيس في نشر الفساد والأخطاء الاجتماعية غير المحمودة العواقب لدى المجتمع، من دون أن يتهم بذلك الرجل، بالرغم من كونه يتبنى علانية جملة من مظاهر الانحلال التي تتعارض مع الأداب العامة.
الكتاب يحوي 30 محاولة أدبية على شاكلة قصص وخواطر، أعدّتها 14 مبدعة من بنات حواء ممّن يحتفظن بقدر كبير من الغيرة على المرأة التي تكدّ وتجدّ في الليل كما بالنهار من أجل إسعاد المجتمع، إلا أنّ المجتمع يبقى متنكّرا لهذا الجهد المبذول بصدق وإخلاص، ومن ثمّ فقد أجمعت جلّ المحاولات الأدبية ضمن صرخة مدوية على ٣ إنصاف المرأة، وتجنب تلفيق التهم بها بغير وجه حق، وهي التهم التي لا تسند للعنصر الذكوري بالرغم من ثبات مؤشراتها ومعطياتها.
الكتاب أصدرته دار ضمّة للنشر والتوزيع مؤخرا بتمويل مباشر من جمعية الطفولة والشباب لولاية تيبازة، وتزامن عرضه للجمهور مع الاحتفالات السنوية لعيد المرأة، ويندرج ضمن مسعى الجمعية لدعم أدب الشباب وتشجيع المنتجات الفكرية الفكرية لهذه الفئة من المجتمع، ناهيك عن تمكينها من التعبير عما يختلج بصدورها في خطوة أولى لابد منها قبل ولوج عالم الإبداع والتألق..